الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التعرق المفرط؟ كيف أعالجه؟ وهل البوتكس هو الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أنا بعمر 16 سنة، أعاني من كثرة التعرق، وسأشرح لكم كل شيء بالتفصيل حتى تكون المشكلة واضحة.

أنا بدون أي مجهود أعرق، يعني أحيانا أنا وزميلاتي في المدرسة نفعل نفس النشاط، يعني مثلا نتمشى في أرجاء المدرسة، أو حتى نجلس لا نفعل شيئا، يتصبب مني العرق من جميع جسمي ( اليد، الأرجل، الجبهة، الإبط ) بالرغم أننا جميعا نفعل نفس النشاط، لكن أنا فقط أتصبب عرقا، حتى بدون أي مجهود، وأنا جالسة لا أفعل شيئا! ( سواء في المدرسة، أو في المنزل، أو أي مكان آخر ).

حتى إخوتي وأفراد عائلتي أكون معهم فأتصبب عرقا، وهم ليس بهم شيء! أو أنا أشعر بحر شديد، وهم ليس بهم شيء! يجب أن أكون جالسة أمام مكيف بارد لكي لا أعرق مجرد إغلاق المكيف الذي أمامي، أو ما أكون جالسة أمام المكيف أعرق عرقا شديدا.

عندما أكون مع أفراد عائلتي يجب أن يكون المكيف أعلى درجة، عائلتي تشعر بالبرد الشديد، وأنا لا أشعر بذلك، دائماً أريد أن يكون هناك مكيفات لكي لا تعرق يدي وجبهتي، أشعر بحرج شديد عندما أسلم على أحد؛ لأن وجهي يكون كله عرق، والعرق يسقط من جبهتي.

في الشتاء إذا عملت مجهودا بسيطا أعرق! ويكون كل الذي حولي في برد شديد في الشتاء إلا أنا، إلا إذا كان البرد قارساً جدا.

أحيانا يدي تكون باردة، ويوجد فيها عرق! وفي ورقة الاختبار تكون الورقة كلها عرق من يدي، مستحيل أتحرك من غير مناديل، لكي أمسح العرق ( أنا متأكدة أن العرق ليس من التوتر؛ لأنه حتى مع عائلتي أو عندما أكون بمفردي أعرق ).

يئست من حالتي، وأشعر بحزن من تعليقات الناس على عرقي الذي يتصبب من وجهي، ولا أستطيع إنزال شعري على وجهي؛ لأنه يصبح مبللا كأني وضعته تحت ماء! أصبحت دائماً أرفع شعري عن وجهي لدرجة أنني أشعر أن جبهتي أصبحت كبيرة؛ لأني دائماً أرفع شعري للخلف.

منذ 4 سنوات لم أنزل شعري على وجهي بسبب العرق، في الابتدائي يمكن عرقي كان كثيرا؛ لأني كنت دائماً ألعب؛ فلذلك كنت أقول العرق نتيجة الحركة، وهذا شيء طبيعي، لكن مع دخولي المتوسط مرورا بالثانوي لا أفعل أي شيء، وأتصبب عرقا! ما أسباب كل هذا؟ كيف أعالج هذا التعرق المفرط؟ هل البوتكس هو الحل؟

شكرًا، وعذراً على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Retaj Ali حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يوجد سبب واضح لزيادة التعرق الغير مرتبط بأمراض عضوية واضحة مثل بعض أمراض الغدد الصماء كزيادة نشاط الغدة الدرقية، أو بعض الأمراض العصبية، وأنصح بزيارة الطبيب لأخذ التاريخ المرضي، ولتوقيع الكشف الطبي، وعمل بعض الفحوصات اللازمة للتأكد من خلوك من هذه الأسباب التي تؤدي إلى زيادة التعرق، وربما يكون سبب زيادة التعرق هو نتيجة زيادة حساسية مركز الشعور بالحرارة بالمخ، أو الأعصاب (السمبثاوية) المغذية للغدد العرقية.

النوع الأكثر شيوعا من زيادة التعرق هو النوع الذي تعانين منه، ويكون به زيادة التعرق محدد في بعض الأماكن مثل كفوف الأيدي، أو باطن القدمين، أو تحت الإبط أو الوجه، أما النوع الآخر، والأقل شيوعيا هو الذي يكون به زيادة التعرق بكل الجسم.

العلاج يكون باتباع بعض التعليمات العامة مثل ارتداء الملابس الفضفاضة المصنوعة من أنسجة تمتص العرق، والجلوس في أماكن باردة باستمرار، ولا ينصح بارتداء الأحذية لأكثر من يومين متتاليين، وتوجد بعض الأحذية التي يوجد بها بطانة خاصة ماصة للعرق يمكن تغييرها باستمرار بالإضافة إلى ارتداء الشرابات القطنية.

بالإضافة للتعليمات العامة توجد بعض العلاجات الموضعية، والتي تكون في أغلب الأحيان فعالة مثل:
• استخدام unfragranced aluminium salt preparation بتركيز من %10 إلى 25% مثل Drichlor liquid أو من خلال تركيبة في الصيدليات مفيد جدا، ويكون الاستعمال بواقع مرة يوميا لعدة أيام متتالية لحين السيطرة على التعرق، ثم مرة أو مرتين أسبوعيا للحفاظ على النتيجة، وهذا العلاج فعال، ومفيد جدا في حالتك، ويمكن استخدامه على مناطق الإبطين، وكفوف الأيدي.

• يمكن حديثا العلاج بالحقن بالـBotox بالإبط، أو بالأيدي، ولكن استخدمي المستحضر السابق ذكره، وأتصور أنك لن تكوني في حاجة إلى الحقن بالبوتكس، وناقشي طبيبك المعالج في كل الأمور المتعلقة بالبوتكس، ومدة فعاليته والأماكن التي سوف يتم الحقن فيها.

أما بالنسبة للسيطرة على التعرق بكامل الجسم من خلال أدوية يتم تناولها بالفم، وبدون استخدام مستحضرات موضعية، فتوجد بعض الأدوية المعروفة anticholinergic drugs، ولكن لها العديد من الآثار الجانبية، والتي يجب مناقشتها مع الطبيب المعالج، ودائما ما يفضل تجنب استخدام هذه الأدوية، والاكتفاء بالأدوية الموضعية واتباع التعليمات العامة السابق ذكرها.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية سامي

    الله يشفيكي ويشفيني معك ، وانا اقراء كلامك احسست باني جالس اتكلم عن حالتي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً