الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يلاحقني وسواس وشك في أختي، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

بعد التحية، أنا شاب عمري 22 سنة، موضوعي باختصار أني شديد الشك بأختي، لاسيما أني أدرس معها في أحد البلدان العربية بعيداً عن الأهل، ودائماً ما يوسوس الشيطان لي أنها تكذب علي، وأنها على علاقة بشخص ما، وإذا واجهتها تغضب وتقنعني، ولكن ترجع لي الشكوك.

حالتي أصبحت صعبة، وتدهورت دراستي، وأصبت باكتئاب، وأصبحت دائم العبوس، ووجهي يرى عليه الضيق.

أرجوكم ساعدوني، من كثرة التفكير لا أستطيع النوم، ساعدوني ما الحل؟

أحس أني مريض نفسياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك هذا التواصل، ونسأل الله أن يعيننا وإياكم على الصيام، وأن يُعيد هذا الشهر علينا وعليكم أعوامًا عديدة وسنوات مديدة، ونشكر لك الغيرة على عرضك والاهتمام بمسألة أختك، ولكننا نؤكد لك أن الأصل فيها هو الطهارة كشأن بنات المسلمين، ولا يجوز للإنسان المسارعة في اتهام الآخرين، بل إن إعلان هذا الاتهام وإعلان عدم الثقة قد يكون سببًا في الانحراف الفعلي.

لذلك ندعوك إلى تجنب هذه الشكوك الزائدة، والاقتناع بما ظهر لك من حال هذه الأخت، والحرص على أن تكون إلى جوارها وتذكيرها بالله تبارك وتعالى، وبمراقبة الله وبالخوف منه، ونتمنى أن تجد عندك الثقة، وأن تجد عندك العطف والحنان الأخوي والاهتمام، فإن هذا جزء من برنامج الحماية بالنسبة لبناتنا، أن تجد من يهتم بها عاطفيًا، ومن يقترب منها، ومن يقوم بخدمتها والاهتمام بها والاحتفاء بها، وهذا ما ينبغي أن تشعر به الأخت من قِبل أخيها وشقيقها، خاصة في بلاد الغربة التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، الذي ربما فقدته، ولا بد أن تفقده ببعدها عن أفراد الأسرة.

أنت لها هاهنا أب وأخ، لأن الأخت غالية، والشقيقة أيضًا لها هذه المنزلة الرفيعة، ولذلك نحن ندعوك إلى أن تتعوذ بالله من الشيطان، وتتجنب الشك بها وإساءة الظن بها أو بغيرها من المسلمين أو المسلمات، ونؤكد لك أن حرصك على متابعة هذه الأخت بهذه الطريقة البوليسية أو إظهار الشك لها ومناقشتها أكثر من مرة، هذا ليس في مصلحتها، وليس في مصلحتك أنت.

نسأل الله أن يعينك على هذا الأمر، وندعوك كما قلنا لاصطحاب المعاني الأصلية، من أن الأصل في بناتنا هو الطهر والعفاف، والأصل في بناتنا هو الصدق، والأصل في بناتنا هو الخير، ولست أدري هل هناك شخص معين، أم هي مجرد وساوس وظنون وأوهام تأتيك، في كل الأحوال نتمنى طرد هذه الوساوس والاستعاذة بالله من الشيطان، وإعطاء الأخت مقدارًا من الثقة المشوبة – لا مانع - وبالحذر.

الإنسان يستطيع أن يتبين هذه الأشياء، فإن الخيانة لا تخفى، لكن نؤكد لك أن الأصل هو الطهر والعفاف والصدق، فعامل أختك بالحسنى، وتعوذ بالله من الشيطان، واعلم أن هم هذا الشيطان أن يُحزن الذين آمنوا، ولكن العظيم يقول: {وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله} فلا تجار هذه الوساوس ولا تهتم وتغتم لها، وتعوذ بالله من شرها.

نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ولبناتنا الصيانة والحفظ، هو ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً