الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يعاني من جرثومة في المعدة سببت له اكتئابا شديدا ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أبي عمره 51 سنة، مشكلته في المعدة منذ 4 سنوات تقريبا، لم يترك طبيبا ولا دواء ولا تحليل الدم ولا أشعة لم يقم بها، ولكن بدون جدوي؛ بحيث وصل إلى حد الاكتئاب، وأصبح يتابع مع طبيب نفسي ولكن بدون جدوي، وفي الأخير ذهب إلى طبيب مختص وقام بتحليله، والنتيجة جرثومة في المعدة، وأتضح أن الجرثومة بنسبة كبيرة 150 %.

والمشكلة هنا: أنه من كثرة التحاليل والأطباء والأدوية، لم يعد يتناول الأدوية، والدتي وأنا لم يعد لدينا صبر، مللنا من تلك الحالة لدرجة كبيرة -استغفر الله-، مللنا وجهدت أعصابنا، ومع ذلك ليس هناك حل، وكلما تكلم يقول: يا رب أرتاح وأموت من حالة الاكتئاب هذه، كان يتناول دواء الاكتئاب ويتوقف، ومرضت والدتي بالأعصاب لدرجة كبيرة أثرت على مسرتي الدراسية، سني 19، أنا وأخي الصغير 16 سنة.

جزاكم الله خيرا، ما هو الحل؟ مع العلم أنه يجب عليه القيام بفحص بواسطة الكاميرا لمعرفة نوع الجرثومة، وهو يقول: لم يعد لي أمل، ما هو الحل؟ وهل هناك حل لهذه الحالة؟ لقد تأثر نفسيا وجسديا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على اهتمامك بأمر والدك الذي نسأل الله تعالى له العافية.

أولاً: موضوع الجرثومة في المعدة: هذه علة معروفة وتصيب حوالي ثمانين بالمائة من الناس، وعلاجها سهل جدًّا، هنالك ثلاثة أنواع من الأدوية تُعطى لمدة عشرة أيام إلى أسبوعين، وبعد تناول هذا الكورس الدوائي العلاجي تنتهي هذه الجرثومة تمامًا.

والدك يحتاج لطبيب يشرح له بتأنٍ وثقة ومحبة وتواصلٍ جيد معه، هذا هو الذي يحتاجه والدك.

أما موضوع تنقله ما بين الأطباء: فأعتقد أن هذا ناتج أيضًا من أنه لم يُشرح له بصورة تفصيلية وضعه الصحي.

والأمر الثاني: كما تفضلت وذكرت غالبًا يكون لديه نوع من الاكتئاب النفسي، وهذا الاكتئاب النفسي أدى إلى أعراض نفسوجسدية تسمى بالمراء المرضي، يعني: أن والدك غير مطمئن يتنقل من طبيب إلى طبيب، يحس دائمًا أنه ليس في صحة جيدة، ويكون مزاجه في حالة عسر وكدر.

هذه الحالات تعالج -أيها الفاضل الكريم- من خلال الآتي:

أولاً: والدك يحتاج أن يتردد على طبيب واحد، طبيب يثق فيه، طبيب لديه الاستعداد لأن يقابل والدك بصورة ممتازة ويشرح له حالته، وأعتقد أن طبيب الجهاز الهضمي يمكن أن يكون مؤهلاً لذلك، بمعنى: أنه الطبيب المناسب الذي يوضح له حالته.

ثانيًا: على والدك أن يذهب إلى الطبيب مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، هذا نسميه بالفحص الدوري المنتظم، وهو من أفضل الوسائل الطبية التي تُقنع الناس بأنهم على خير.

ثالثًا: والدك يحتاج لدواء مضاد للاكتئاب، أدوية ممتازة جدًّا تعالج هذه الحالات النفسوجسدية، والأدوية من هذا النوع كثيرة، في المغرب لديكم عقار (ديروكسات) والذي يعرف أيضًا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي (باروكستين) يضاف إليه دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) أو دواء يعرف باسم (سوليان) هذه كلها أدوية متوفرة وموجودة، وهي جيدة جدًّا وتفيد كثيرًا في علاج الاكتئاب النفسي، خاصة الاكتئاب الذي تتخلله أعراض جسدية كثيرة، أو أن المريض يحس بعدم الفعالية والاكتئاب وعسر المزاج مع تعدد الأعراض الجسدية.

أنت جزاك الله خيرًا -وكذلك والدتك وأخوك الصغير- هذا واجبكم أن تقوموا بما هو واجب حيال والدكم، ومجهودكم مقدر جدًّا، لكن هذا المجهود حتى يُثمر ثمرة ناجحة لا بد أن تطبق ما ذكرته من إرشاد، أن يكون الوالد مع طبيب واحد، أن تكون له فحوصات دورية، وأن يشرح له الطبيب ما به.

في ذات الوقت أنتم أيضًا من واجبكم أن تطمئنوا والدكم، أن تحثوه على الحرص على صلواته، وأن يقضي بعض الوقت في المسجد مع المصلين، وأن يقرأ ويستمع للقرآن، وأن يحرص على الذكر والدعاء، وهنالك أمر آخر مهم جدًّا، وهو: أن والدك يجب أن يكثر من المشي، رياضة المشي مهمة وفعالة وتعطي الإنسان الشعور بأنه في وضع صحي سليم.

كما أن والدك عليه أن يتجنب النوم في أثناء النهار، وينام نومًا ليليًا مبكرًا -هذه مهمة جدًّا-كما أن التنظيم الغذائي سوف يفيده كثيرًا.

هذا هو المطلوب، وأنا على ثقة تامة أنكم إذا اتبعتم هذه الإرشادات البسيطة سوف تعود عليكم وعلى والدكم بخير كثير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم..........استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة د. محمد حمودة..........استشاري أول - باطنية وروماتيزم
++++++++++++++++++++++++++++++

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونرجو من الله للوالد الشفاء والمعافاة، ولكم الصبر فكل هذا ابتلاء من الله تعالى، وجعل الله تعالى الصبر الجميل ليس له ثواب إلا الجنة.

وتذكر: فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، وارفعي يديك وادع الله تعالى (يا خفي اللطف الطف بنا يا ربنا يا عليم).

من الغريب ألا يتم تشخيص التهاب المعدة بالجرثومة اللولبية، فإن هذا التشخيص هو التشخيص الأول، ويكون لمن يعاني من آلام في وسط البطن، وعادة ما يسبب آلاما بعد تناول الطعام، والشعور بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام، وقد تسبب أعراضا مثل أعراض القرحة، وقد يترافق معها ارتجاع في حموضة المعدة.

وفي مثل وضع والدك: يفضل إجراء المنظار وتأكيد التشخيص، والعلاج سهل؛ فيمكن تناول العلاج الثلاثي لمدة أسبوع أو أسبوعين حسب ما يرى الطبيب.

والعلاج النفسي مهم جدا في وضع والدك: لذى يجب متابعة أدويته، وعلى كل حال قد أجاب الدكتور محمد عبد العليم عن وضعه النفسي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • روسيا الإتحادية ابراهيم

    شكرا لكم على النصأءح


بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً