الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العلاج لإزالة الكلف حول الفم والعينين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي أخت يا دكتور، عمرها تقريباً 25 عاماً، وغير متزوجة، وكانت تعاني من صغرها من الجفاف الذي كان يسبب لها حكة غير طبيعية في جميع أنحاء جسمها، وكانت آثار الحكة لا تزول بسهولة من جلدها، ومع تقدمها في العمر أصبحت تهتم بترطيب بشرتها، وقلت -ولله الحمد- الحكة وآثارها.

ومنذ ما يقارب 4 سنوات، أصبح لديها مثل الكلف أو التصبغات البنية حول فمها وخديها، وحول العينين ممتد إلى جهة الأذن، مما سبب عدم توحد لون بشرتها، وهو واضح للأسف، وقد سبب لها إحباطاً كبيراً، وطبعاً خلال هذه الأربع سنوات ذهبنا بها إلى العديد من أطباء الجلد، وكانوا يصفون لها مقشراً وكريم تبييض، وواقي شمس sp80، لكن بدون فائدة، فقط بداية الاستخدام، وبعد انتهاء مدة العلاج والتي كانت تصل إلى ثلاثة أشهر، تعود بشرتها كما السابق وأسوأ.

الآن وقبل يومين ذهبت إلى طبيب آخر، وهو واسع الشهرة والخبرة، وعندما نظر إلى وجهها أخبرها أن ما بها ليس له علاج، وأنه من تقاسيم وجهها التي لن تزول، وأعطاها أدوية تساعد على تخفيف المشكلة، لكن لن تزيلها نهائياً، حتى أن التقشير والليزر لن يفيدها، مع العلم أن أختي بشرتها سمراء فاتحة، والكلف أغمق من لونها الطبيعي بدرجة تقريباً، أي ليس غامقاً جداً، لكنه سبب عدم توحد في بشرتها، وهي حريصة كل الحرص على استخدام واقي الشمس كلما خرجت من البيت، وأيضاً الجفاف يعود لها إذا أهملت الترطيب بالفازلين أو الزيوت.

سؤالي: هل كلام الدكتور الأخير صحيح؟ وأنه ليس هناك علاج لحالتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً -أختنا الكريمة- للاهتمام بأختك، ومحاولة مساعدتها في علاج المشكلة التي تمر بها.

من الواضح أنها ربما كانت تعاني من بعض أنواع الأكزيما الوراثية أو التابية، والتي تصيب المرضى منذ الصغر، وتكون عادة مصحوبة بجفاف بالجلد، ومن خلال وصفك الحالي فإنها تعاني من الجفاف فقط، ولذلك لا بد من الاهتمام الجيد بالترطيب بشكل يومي، وبالأخص بعد الاستحمام مباشرة والجلد ما زال محتفظاً بالرطوبة، وتوجد مستحضرات كثيرة للترطيب، وفي العادة يكون الفازلين أكثر ترطيباً للجلد، تليه الكريمات ثم الزيوت، وهناك شركات متخصصة لصناعة مستحضرات عناية الجلد Avene, La Roche Possay ,Eucerin، ولكل شركة خطوط إنتاج خاصة بعلاج مشكلات الجفاف والأكزيما، ولا تحتوي على مواد طبية مثل الكورتيزون وغيرها، ويمكنها اختيار ما يناسبها للاستخدام المتكرر كما ذكرت سابقاً.

وبالنسبة للون الداكن الذي تعاني منه أختكم -حفظها الله-، فأتصور أنه مرتبط بمشكلة الأكزيما والجفاف نفسها، وهو عبارة عن التهاب أو تحسس أو أكزيما في المنطقة حول الفم، وبالأخص أسفل الشفتين، وعادة ما تكون هذه المشكلات مصحوبة بحكة، وعدم ارتياح وتهيج في الجلد، وتترك لوناً داكناً بعد الالتئام، ومن النصائح المهمة التي يجب اتباعها في علاج هذه المشكلة: تجنب تلامس هذه المنطقة مع المواد المثيرة، مثل: رغوة معجون الأسنان، وبعض الفواكه الحمضية، ويفضل تقطيعها إلى قطع صغيرة، ووضعها بالفم مباشرة بواسطة شوكة، وتجنب قضمها، ومن المهم تجنب التلامس مع اللعاب باستمرار، وبالأخص إذا كانت أختك تعاني من عادة عض الشفاة، لأن هذا يؤدي إلى بلل المنطقة ثم جفافها بصورة متكررة، مما يزيد من الأكزيما والجفاف، وبالتالي للون الداكن.

وبالنسبة لعلاج اللون الداكن حول الفم، فبالإضافة للتعليمات السابقة، والتأكد من عدم تكرار الجفاف والأكزيما، لأنه يؤدي لرجوع اللون الداكن مرة أخرى، يمكنها استخدام كريم الأربيتين مرة واحدة مساء، لمدة تتراوح من شهر إلى شهرين حسب النتيجة، ويجب أن يكون هناك متابعة طبية للوقوف على تطور الحالة.

وبالنسبة للمنطقة حول العيون، ففي البداية لا بد من التعرف على الأسباب والأمراض التي تؤدي لظهور الهالات السوداء، أو اللون الداكن حول العين، حتى نستطيع أن نعالج المشكلة بصورة فعالة، ومن أهم هذه الأسباب:

• الإصابة بالأكزيما التابية.
• التحسس المتكرر حول العين والحكة.
• الاحتقانات المتكرر للجيوب الأنفية، وهو من الأسباب المهمة، لأن الاحتقان في الجيوب الأنفية يقلل من رجوع الدم من خلال الأوردة.
• ضعف قوة الإبصار، وإجهاد العضلات المحيطة بالعين.
• الإجهاد البدني والنفسي، وعدم أخذ قسط كاف من النوم، والتدخين، والتعرض المستمر للشمس.
• العامل الوراثي، هناك بعض العائلات التي تعاني الهالات السوداء بصورة وراثية.

بالنسبة لحالة أختك، أتصور أن السبب متعلق أيضاً بمشكلة الأكزيما التي كانت تعاني منها، وربما يكون هناك عامل وراثي أيضاً، لكن لا بد أن نتأكد من عدم إصابتها باي مشكلات أخرى، وعلاج أيا من تلك المشكلات إن وجدت –لا قدر الله-، والاهتمام بالصحة العامة، والتغذية السليمة، وبالأخص الخضروات، والفاكهة الطازجة الغنية بفيتامين (ك) و(ج)، والتي تقوي جدار الأوعية الدموية، وشرب كمية كافية من الماء يومياً، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم، ولبس نظارة شمسية كبيرة نسبياً، واستخدام كريمات الوقاية من الشمس، وترطيب الجلد في هذه الأماكن باستمرار، وكذلك عمل فحص شامل للتأكد من خلوها من أي أمراض مزمنة، أو مناعية، أو أنيميا وعلاجها.

وبالإضافة لذلك، توجد الكثير من الكريمات التي تعالج الهالات السوداء، مثل: Bi-White Reveal (anti-dark circle whitening corrective eye care),or instant lift patches and vitamin c bright eyes، ويمكن استعمال هذه المستحضرات المذكورة مرة واحدة مساء يومياً، وفي حالتها على وجه الخصوص، يجب علاج أي التهاب أو أكزيما أو جفاف حول العيون بشكل فعال وسريع، حتى تستطيع الكريمات المبيضة المذكورة القيام بدورها بفاعلية، وعدم تكرار الالتهاب واللون الداكن مرة أخرى، ويمكن استخدام بعض الكريمات الموضعية الخفيفة التي تحتوي على الكورتيزون، مثل كريم Hydrocortisone 1%، لكن لفترة قصيرة لعدة أيام إذا كان هناك التهاب أو قشور، وبعد ذلك يمكن استخدام الكريمات المرطبة.

وأعلم أن المشكلة التي تعاني من أختكم من المشكلات التي تحتاج إلى المثابرة والدقة في العلاج، والذي يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي حتى تحصل على أفضل فرصة ممكنة، وتفاءلي دائماً، -وإن شاء الله- يكون هناك مردود طيب ومرضي من العلاج، والنصائح المذكورة.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً