الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري والمخاوف، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم..

أرجو مساعدتي حيث إنني لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي، فمنذ 4 سنوات تقريباً وأنا أعاني من الوسواس القهري، بالخوف على أهلي من أي شيء، وتأثرت أفعالي وأفكاري، فأصبحت مترددة، أمسك الأشياء وأتركها سريعاً لأن الوسواس يخوفني بأنه سيحث أشياء أخافها، فأقلع بالفور عن أي عمل مهم أو غير ذلك.

أصبحت طول الوقت سرحانة، ولا أركز في أي شيء، حتى صلاتي، ولا أعرف حكم صلاتي، وأنا غير خاشعة، وأحاول أن أجتهد في العبادات، ولكن لا أستطيع التركيز.

أريد أن أتخلص من الصوت الداخلي الذي يلازمني طول الوقت، وأثناء حديثي.

أشعر بأنني أنانية في الصداقة، فعندما تعرفت صديقتي على زميلة أخرى اهتمت بها أصبحت أغار، وقررت أن أتركها، ولكنها رفضت وأكدت لي حبها، ولكني لا أطيق أن يكون لديها صديقة غيري.

أعاني من الوسواس القهري منذ4 سنوات، ولا أذهب لطبيب وأحاول أن أواجه نفسى، لعدم قدرتي على الذهاب لطبيب.

الوسواس يأتيني بالخوف على أهلي من أي شيء، ويؤثر على أفكاري فأفقد التركيز دائماً على أفعالي، فأصبحت مترددة، أتصرف وكأن عقلي ليس بي فأنا مشغولة بما يقوله الوسواس والاستعاذة مما يقوله، وهكذا لا أركز في أي شيء حتى صلاتي.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كما أشرت في رسالتك السابقة فإنك بالفعل تعانين من قلق الوساوس التي تصحب المخاوف، والوساوس حين تكون بدرجة بسيطة معقولة ومقبولة –تكون مطلوبة– لأن الوسواس يعلم صاحبه الانضباط والالتزام.

الصوت الداخلي الذي يأتيك هو حديث النفس في الغالب، وقطعًا الوساوس – وبما أنها نوع من القلق – تؤدي إلى تشتت في الأفكار وضعف التركيز، وهذا هو الذي قد يجعلك بالفعل لا تركزين كثيرًا في الصلاة.

الأمر بسيط جدًّا، حاولي أن تتخلصي من هذه المخاوف والوساوس، وهذا يتم إن شاء الله من خلال تجاهل الوسواس، وتحقير الخوف، ليس هنالك ما يجعلك تخافين أو توسوسين، يجب أن تقنعي نفسك بذلك.

عليك أيضًا بالأذكار، أذكار الصباح والمساء، اجتهدي في دراستك ووزعي وقتك بصورة مثمرة، ولا تدعي وقتًا للفراغ أبدًا.

موضوع شعورك أنك أنانية في الصداقة: هذه ليست أنانية، هذا شيء من الإيثار للنفس ومحاولة الاستئثار بالآخرين، وهو أمر قد يكون طبيعيًا جدًّا في عمرك، وكوني دائمًا ضد رغباتك في هذا السياق حتى تكوني على المستوى المقبول لذاتك.

أنا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، وبما أنك طالبة بطب الأسنان أرى أنه سوف يكون من السهل بالنسبة لك التواصل مع أحد أساتذة الطب من المختصين في الطب النفسي، سوف تجدين عنده – إن شاء الله – الإرشاد والاسترشاد والتوجيه، ويكتب لك أحد الأدوية التي يعرف عنها فعاليتها المتميزة في علاج الوساوس.

عقار مثل (فلوكستين) والذي يعرف في مصر باسم (فلوزاك) واسمه الآخر (بروزاك) سيكون جيدًا ومفيدًا، وأنت تحتاجين له بجرعة كبسولة واحدة في اليوم وليس أكثر من ذلك، تتناولينها بانتظام لمدة أربعة أشهر، ثم تجعلينها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

أعتقد أن هذا سيكون - إن شاء الله تعالى – سببًا في شفائك، ونحن مطمئنون تمامًا أنه دواء لا يؤدي إلى الإدمان أو التعود، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الإمارات فاطمة

    يا اخواني الكتابه هي الحل احتفظ بكراسه و اكتب فيها ما تفعل و عد اليها كلما راودك الوسواس و الله مجربه و نتائجها مبهرة

    الله يشافي امه المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً