الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من البكاء والاستفراغ قبل الامتحانات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عمري 19 عاماً، كنت أريد أن أصل إلى أي طريقة أتخلص بها من التوتر، والقلق والخوف الزائد، وعدم الثقة بنفسي، وكثرة الإحباط، الآن سأذهب لسنة أولى جامعة، منذ الصف السادس كنت قبل الامتحانات أبكي وأفقد شهيتي للأكل، وهكذا حتى الآن، وعندما أدرس دائماً أشعر أني نسيت كل شيء، وتطور الموضوع معي، وإذا فاجأني مدرس بالسؤال أنسى كل شيء، وأتوتر وأدوخ بسبب عدم الاتزان، وضربات قلبي تكون سريعة، وقبل الامتحان طيلة وقت الدراسة أبكي، وأستفرغ أي أكل، ويمكن أن أبقى يوماً كاملاً لا آكل، وأشعر بضيق في التنفس، وجسمي يرتعش، وأطرافي تبرد مع عدم الاتزان، مع العلم أن والدي لا يضغطان علي في موضوع الامتحانات، المشكلة بيني وبين نفسي، أتمنى أن أكون مثل الناس الطبيعيين، تذاكر وتعمل ما عليها وتتوتر قليلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ gehan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بادئ ذي بدء أنت لست مريضة، لكنك تعانين من ظاهرة، وهي شخصيتك تحمل صفات وسمات القلق، والقلق هو شيء جيد بصفة عامة، لأنه يدفع الإنسان ويحركه نحو أن يصل إلى غاياته، وأن يكون شخصًا فعّالاً، فالإنسان الذي لا يقلق قطعًا لا يعمل، لا ينجح، لكن القلق قد يزيد عن المعدل المطلوب، وهنا يعطي الشعور بالتوتر وعدم الطمأنينة، وربما خللاً في التركيز.

أنا لا أريدك أبدًا أن تتأثري بالأعراض التي تأتيك في السابق، أنت في مرحلة جديدة –مرحلة الدراسة الجامعية–، وقطعًا وصلت إلى درجة من النضوج الجسدي، والنفسي، والوجداني، التي تجعلك تتغلبين على قلقك وتوترك، وتحوّليه إلى انفعالات إيجابية، وهذا يتم من خلال ألا تخافي من الفشل.

مشكلة بعض الناس هي الخوف من الفشل دون وجود فشل حقيقي، والفشل من الفشل يحبط الإنسان ويجعل توقعاته سلبية دائمًا، ويخفض ويقلل من مقدراته، ولا يكون منصفًا لنفسه في تقديره لها، وعليه هذه النقطة الجوهرية التي أنصحك بها، فأنت -الحمد لله- أنجزت، أنت في بداية الدراسة الجامعية، لديك آمال في هذه الحياة، لا تقلين عن الآخرين في أي شيء، تعيشين في أسرة كريمة، وهم لا يضغطون عليك أبدًا، هذا شيء جيد، فانقلي نفسك نقلة إيجابية، واعرفي أن الدراسة الجامعية تختلف تمامًا عن المراحل الدراسية السابقة، فهي دراسة يعتمد فيها الإنسان على نفسه، ليست دراسة تلقينية، الإنسان يحس فيها بالمسؤولية، ويحدث النضوج النفسي التلقائي.

فلا تجعلي تفكيرك في الماضي، اجعلي تفكيرك في الحاضر وفي المستقبل، وفي ذات الوقت يجب أن تحسني توزيع الزمن، وإدارة الوقت لديك، بجانب الدراسة الجامعية عليك أن تُكثري من الاطلاع والقراءة غير الأكاديمية، أيضًا انخرطي في أي أنشطة جامعية مع صديقاتك وزميلاتك من البنات، لا تدعي أي مجال للفراغ، ومصر فيها الكثير والكثير الذي يمكن أن يقوم به الإنسان، كوني حريصة جدًّا على أداء الصلاة في وقتها، واسعي دائمًا في بر والديك، هذا يعطيك الشعور بالطمأنينة.

موضوع الخوف من الامتحانات، أمر عام جدًّا، ملايين الطلاب يقومون بها، فلا تأخذي الأمر بشيء من الخصوصية الخاصة بك، هذا موضوع عام، والامتحانات هي جزء من الحياة الأكاديمية وليس أكثر من ذلك.

أريدك أيضًا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (21367015)، سوف تجدين فيها توجيهات وإرشادات تساعد كثيرًا في التعلم، والتدرب على كيفية الاسترخاء.

لا أعتقد أنك في حاجة لأي علاج دوائي، لكن يوجد دواء بسيطً جدًّا يقلل الرعشة والتوترات يمكن استعماله عند اللزوم، الدواء يسمى (إندرال Inderal) ويسمى علميًا (بروبرانولول Propranolol)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة جدًّا، وهي عشرة مليجرام يوميًا –مثلاً- لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك عند اللزوم، الإندرال يجب ألا يُستعمل بواسطة الأشخاص الذين يعانون من مرض الربو.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً