الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طبيبي النفسي لا يساعدني في سحب الأدوية.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شخص أراجع الأطباء النفسيين منذ 11 سنة، وفي آخر 4 سنوات راجعت دكتورا نفسيا شهيرا في بلدي وفعلا استفدت كثيرا.

كانت مشكلتي هي الوسواس القهري، وعندما ذهبت إلى آخر طبيب أعطاني دواء فافرين مع دواء سوليان من أول أسبوعين، انتهت مشكلتي، ولم أفهم لماذا إلى الآن الدكتور لم يسحب مني الدواء، على العموم بدأ يسحب مني الدواء شيئا فشيئا، ثم سحب مني السوليان، ثم بقي الفافرين، وآخر فترة كنت آخذ الفافرين بجرعة 200 ملغم يوميا، ثم خففها إلى 100 ملغم يوميا، وبعدها عانيت من نقصان الوعي، فرجعت له فزاد الجرعة إلى 200 ملغم، ثم ظهرت عندي مشكلة بالنوم، فرجعت له فأعطاني مع الجرعة دواء سيروكويل 25 ملغم.

الدكتور غير متفاهم أبداً، وفي بداية علاجي بالفافرين وإلى الآن شعرت بإحساس بأني سوف أصاب بالجنون، فرجعت له، وطلبت منه تبديل الدواء، فرفض، ولم يناقشني، وسجل ملاحظة على ملفي، وزاد لي الجرعة لفترة طويلة.

دواء السيروكويل يسبب لي أعراضا جانبية خطيرة جدا، من ضمنها السكري الذي أشعر أن لدي قابلية له، ومن ضمنها ارتفاع الدهون في الدم والضغط، ولو رجعت له من المستحيل أن يتفهم موقفي، فاضطررت اضطرارا إلى زيادة جرعة الفافرين إلى 300 ملغم يوميا، ثم بعد أسبوعين تقريبا خففنها إلى 200 ملغم يوميا، وحاليا أنا أعاني من اضطرابات شديدة في الوعي، أشعر بدوخة وترنح وكأنني سوف أفقد الوعي، -أعزكم الله- كالسكران.

أرجوكم، أريد آلية لسحب الدواء النفسي بشكل سليم من جسمي، علما بأن مشكلة الوسواس القهري انتهت تماما قبل فترة طويلة، وآخر فترة أتذكر فيها آلية وصف الدواء كانت 4 أشهر، وإذا حصل أي انتكاسة، فمن وجهة نظر الطبيب أنه يرفعها شهرين، ثم يعيدها إلى الجرعة السابقة، وهي مدة أربعة أشهر.

أرجوكم ردوا علي بسرعة، فأنا بحالة يرثى لها، وعلما أني غير قادر على الدوام في عملي بسبب المشاكل المذكورة، أريد فقط آلية لسحب الدواء بأسرع وقت ممكن، وفي النهاية لا أتناول أي نوع من أنواع الأدوية، لقد تعبت جدا ،وأريد التخلص من الأدوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الراجي رحمة ربه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثير من الأطباء ينتهجون منهج الحذر والتحوط فيما يخص العلاج الدوائي للوساوس القهرية، وذلك استنادًا إلى أن بعض الأبحاث تشير أن الوسواس القهري هو مرض انتكاسي ومزمن لدى بعض الناس، لذا قد يتطلب الأمر تناول الدواء لفترة طويلة، وهذا الأخ الطبيب ربما هذا منهجه، وعمومًا أرجو ألا تنزعج حول ما حدث، أنت الآن بخير وعلى خير.

موضوع الفافرين سهل جدًّا، أفضل وسيلة هي أن تخفض الدواء بمعدل خمسين مليجرامًا كل ثلاثة أسابيع، وحين تصل إلى الخمسين مليجرام الأخيرة تناولها وتناول معها كبسولة واحدة من البروزاك ، والذي يعرف باسم فلوكستين ، استمر على هذا الوضع، أي كبسولة من البروزاك وخمسين مليجرامًا من الفافرين لمدة ثلاثة أسابيع، ثم بعد ذلك توقف عن الفافرين تمامًا واستمر على البروزاك بجرعة كبسولة واحدة لمدة أسبوعين، ثم اجعل جرعة البروزاك كبسولة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف تمامًا عن الدواء.

السبب في إدخال البروزاك هو أن لهذا الدواء ميزة ممتازة جدًّا، وهو أنه لا يسبب أي آثار انسحابية نسبة لتواجد إفرازات ثانوية تبقى في دم الإنسان لفترة، فإذن حين ننتهج هذا المنهج نضمن -إن شاء الله تعالى- أن الانسحاب من الفافرين سوف يكون تدريجيًا ومتأنياً، وفي ذات الوقت حين نصل إلى الجرعة الصغرى نكون قد أدخلنا الفلوكستين ليجعلنا أكثر اطمئنانًا في أنه لن يحدث لك أي أعراض انسحابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً