الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما فعلته هل يدخل في الغيبة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة تعرضت لكلام جارح من عم ابني - أخو زوجي -؛ حيث تكلم في زوجي بسوء، وعبر عن شعوره بالكراهية تجاه ابني الصغير، مما أحزنني، ولم أرد عليه خوفا من المشاكل، واخفيت الأمر عن زوجي.

أخبرت صديقتي في العمل عن الحدث، وذكرت اسم الفاعل، وكنت غاضبة حينها.

ندمت على فعلي، فأنا حريصة على عدم التكلم في الآخرين.

سؤالي: هل وقعت في إثم الغيبة؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نشكرك على تواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمنا وإياك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونحن سعداء بهذا الحرص والخوف من الوقوع فيما يُغضب الله - تبارك وتعالى-، وأرجو ألا يكون في الأمر حرج؛ لأن الأخت إذا كانت لا تعرف أخ الزوج – هذا الذي يتكلم في زوجك – فلا أعتقد أن الكلام فيه إشكال، ولا يضر كلام الناس، متى ما كانت الحقيقة خلاف ذلك.

وأحسنتِ بسكوتك وعدم الكلام؛ لأننا ينبغي في هذه الأحوال أن نكون أكبر من هذه المواقف حتى لا تحدث فتن، ويحدث كلام لا يُرضي الله - تبارك وتعالى-، فضلاً عن أن العفيفة لا تفضل الكلام والدخول في جدال مع الرجال، وأنت - إن شاء الله تعالى – من هذا النوع.

أما مسألة الغيبة: فإنها لا تعتبر كذلك في مواطن معينة، مثل: إرسالك للمشكلة فهي ليست غيبة؛ لأننا لا نعرف الرجل، وأنت طالبة إرشاد وتوجيه.

ونرجو ألا يكون هذا من الغيبة الممنوعة؛ لأن صديقتك لا تعرف المتكلم عنكم بسوء، وكونه – أيضًا-ظالم وأساء وتجاوز وأدخل عليكم الحرج.

وننصحك: بألا تكوني حساسة لهذه الدرجة؛ لأن الإنسان إذا كان حساسا فسيجلب لنفسه التعاسة.

لذا أرجو أن تخففي على نفسك، ولكن – أيضًا - نتمنى أن تبتعدي عن مثل هذه المواطن، وتحافظي على هذه الروح الرائعة، روح الخوف من الوقوع فيما يُغضب الله - تبارك وتعالى-، وكم هو سعيد من أمسك لسانه عن الناس، وصبر على أذاهم، والسلف كانوا حتى إذا غضبوا من إنسان لا يذكروه بسوء، ولا يتكلمون عنه؛ لأن الكلام عنه والإساءة إليه يخفف من الذنب الذي عليه، ويجلب لنا الذنوب.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً