الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني حركة لا إرادية في لساني، فهل لذلك علاقة بمرض القلب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة جامعية، عمري بالعشرينات، أعاني من مشكلة منذ صغري، وهي أن لساني يلتصق بالفك العلوي من الفم ويتحرك، مما يجعل شفتي تتحرك أيضا، وكأنني طفلة صغيرة ترضع من أمها حليبا، وتتحرك شفتها، ويستطيع أي شخص ملاحظة ذلك، حتى إخواني الصغار يسألوني لماذا تفعلين ذلك كثيرا، ولكن لا أستطيع السيطرة على نفسي، وحاولت كثيرا أن أتوقف عن تلك الحركة، ولكن للأسف، لدرجة أنني لا أستطيع النوم بدون أن فعل تلك الحركة، فأرجو منكم المساعدة، ما سبب تلك الحركة؟ وهل لها علاقة بمرض القلب؟

للعلم: فأنا أعاني من وجود فتحة في القلب، ولكنني لا أتناول علاجا، وأعيش حياتي طبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الفاضلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك تدخل ضمن العادات السلوكية المكتسبة، مثل:

مص الإصبع عند الأطفال، ولمس منطقة معينة في الجسم بصورة مستمرة، فيشعر الشخص بنوع من الارتياح، وخفض للتوتر أو القلق.

فهي استجابة عصبية تحدث بطريقة غير إرادية، وتحدث نوعاً من الارتياح والمتعة، وبما أنك تعودت على هذه الحركة منذ الصغر، فالأمر يحتاج منك لمجهود حتى تتخلي عنها، وأقترح عليك تطبيق هذا البرنامج السلوكي الذي ربما يساعدك في التخلي عن هذه العادة.

أولاً: حددي الأوقات والأوضاع التي تحدث فيها هذه الحركة: (في الصباح، عند النوم، مع الجماعة، عندما تكونين لوحدك، عندما تكونين قلقة أو متوترة، عندما تكوني مسرورة أو سعيدة، وهكذا).

ثانياً: قومي بتسجيل عدد المرات التي تحدث فيها هذه الحركة في الساعة كم مرة، أو في اليوم كم مرة؟

ثالثاً: عيني يوماً أو تاريخاً محدداً لبداية التوقف عن هذه الحركة، وليكن هذا اليوم له وقع خاص على نفسيتك، وذكري نفسك دوماً به مثلاً في عيد الأضحى القادم سأبدأ بالتخلي عن هذه العادة، مع تقوية العزيمة والإرادة.

رابعاً: أكتبي الآثار السلبية المترتبة على ممارسة هذه العادة من ناحية التأثيرات الجسمية على سقف الحلق، ومن الناحية الاجتماعية فإن مظهر الفم يكون ملفتاً لنظر الآخرين، وغيرها من السلبيات.

خامساً: قومي بتدوين عدد المرات التي قمت بها في جدول يومي، محاولةً تقليل ذلك في كل مرة، أو كل يوم، ثم قومي برسم ذلك بيانياً، مثلاً في اليوم الأول لبداية البرنامج كانت 20 مرة، وفي اليوم التالي كانت 15 مرة، ولاحظي التقدم والإنجاز إلى أن تصبح صفراً.

سادساً: استخدمي وسيلة تذكير تذكرك بأنك في برنامج علاجي، الغرض منه هو كف ومنع حدوث هذه العادة، مثل: منبه، أو صوت، أو اهتزاز يصدر من هاتفك.

سابعاً: أشغلي لسانك بذكر الله دائماً (التسبيح، والتهليل، والتكبير، والتحميد، والاستغفار).

أعانك الله وشفاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً