الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي مهزوزة ولا أستطيع الرد على من ينتقدني

السؤال

السلام عليكم

أعاني من ضعف الشخصية، فأنا شخصيتي مهزوزة، لا أستطيع الرد على من ينتقدني، مثلا أصحابي يضحكون علي، وأنا لا أستطيع الرد عليهم، أتلعثم وأتعرق من التوتر، وأكون في موقف محرج.

أحيانا أتمنى أن أرد عليهم، لكني لا أجد ردا يفحمهم، ويسكتهم، وكذلك أخاف أن يتضايقوا مني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما وصفته في سؤالك حالة نفسية معروفة نسميها عادة الارتباك أو "الرهاب الاجتماعي"، وهي حالة منتشرة عند الشباب، حيث يشعر الشاب بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة عند الحديث أمام الناس، وفي بعض المناسبات، وعندما يريد أن يتحدث أو يرد على الآخرين، فإنه يجد صعوبة كبيرة، وقد يشعر باحمرار الوجه، وتسرع ضربات القلب، بينما نجد نفس الشاب يتكلم ربما وبشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخص أو شخصين فقط.

وقد يترافق هذا الخوف أو الارتباك ببعض الأعراض العضوية كالتعرق والإحساس، وكأنه سيغمى عليه، أو أن الناس ينظرون إليه، وقد يحاول الشخص بالإسراع للخروج من المكان الذي هو فيه من أجل أن يتنفس؛ لأنه قد يشعر بضيق التنفس وكأنه سيختنق.

وقد تؤثر هذه الصعوبة على الشاب، بحيث قد يتجنب أماكن التجمعات، مما قد يؤثر على الجوانب المتعددة من حياته الاجتماعية وغيرها.

وفي معظم الحالات، ينمو الشاب ويتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وعندما يكتسب بعض المهارات الاجتماعية، بحيث لا يعود في حيرة من أمره ولا يعود مستغربا كل هذا.

إن هذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنها حالة من الرهاب الاجتماعي، وليست ضعفا في الشخضية كما تعتقد، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.

وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، وحاول قدر الإمكان أن لا تتجنب الأماكن الخاصة التي تشعر فيها بهذا الارتباك؛ لأن هذا التجنب سيزيد الأعراض ولا ينقصها، والنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه المناسبات الاجتماعية، ورويدا رويدا ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيّف مع هذه الظروف الاجتماعية، وستلاحظ من خلال زمن قصير أن الحالة بدأت تتحسّن، وتشعر "بقوة شخصيتك" التي تتمنى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً