الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ورثت مالا تعددت الآراء في كيفية صرفه، فكيف أنفقه دون أن أندم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا سيدة متزوجة، عمري 56 سنة، ورثت مبلغاً من المال من والدي المتوفى.
زوجي طلب مني تقسيم المال إلى ثلاثة أجزاء، جزءً لمساعدة ابننا في إتمام منزله، وجزءً لابننا الآخر، والجزء الثالث لشراء سيارة للأسرة، مع العلم أن زوجي كان يحرمني من كل شيء. وبناتي اقترحن علي شراء الذهب، والذهاب إلى زيارة بيت الله.

وأنا إنسانة لا أقرأ ولا أفهم في أمور الحياة، لكنني أرى أن بيتي غير مؤثث جيداً، وتنقصنا احتياجات كثيرة، وحياتنا بسيطة غير لائقة.

سؤالي: أين أصرف مالي بحيث لا أندم فيما بعد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ yamina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع - أختنا الفاضلة -، ونسأل الله أن يرحم والدك رحمة واسعة، وأن يُسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يعينك على حسن استخدام هذا المال، وأرجو أن تعلمي أن الإنسان يُسأل عن المال من أين اكتسبه وفيم أنفقه، ومن نعم الله - تبارك وتعالى - على الإنسان أنه يكدح ثم إذا مات ومضى من هذه الحياة يترك أمواله لأحب الناس إليه، وهم الأبناء والبنات ومن سواهم من الوُرَّاث، وعلينا أن نُحسن استخدام هذا المال، ونحمد الله - تعالى - على هذه النعمة.

ونحن نريد أن نقول: كل هذه المشاريع المطلوبة فيها خير، لكن ينبغي أن يكون هناك مقدار لنفسك، فمثلاً فكرة حج بيت الله الحرام، فكرة بعض الأعمال الخيرية النافعة، ولو كانت قليلة، ولو كانت بمبالغ زهيدة، فإن هذا فيها نوعا من الشكران لله - تبارك وتعالى - كذلك أيضًا لا مانع من مساعدة هذا الابن، ولا مانع من مساعدة الزوج، ولكن نحن لا نريد كل الأموال تكون في مشروع واحد، ثم بعد ذلك تحصل ندامة، دائمًا التنوع واستخدام المال هنا وهناك، وإبقاء شيء أيضًا من خلال الذهب الذي يعتبر نوعًا من توفير المال كما يسمى (احفظ مالك بالذهب) فإن فيه حفظا للمال وصيانة له، وأعتقد أن الذهب في هذه الأيام أيضًا منخفض السعر، فقد يكون هناك مصلحة أن يكون لك شيء من الحُلي ولو كان قليلاً.

وينبغي أن يعلم هؤلاء جميعًا أنك وما تملكين في خدمة الأبناء وفي خدمة الزوج، وأولى الناس بالمساعدة الزوجة، بإحسانها وبرها، وزوجها بلا شك الذي سار معها مشاوير الحياة، وأبناؤها الذين هم أحب الناس إليها، هم فلذة كبدها وأبنائها الذين تعبت وأعطتهم أصلاً ما هو أغلى من المال، يعني الأبناء يأخذوا من الوالد والوالدة ما هو أغلى من المال.

ولذلك نحن نقترح أن تتريثي في هذا الأمر، وأن يكون الاستخدام للمال صحيح، وإذا استطعتم أن تستخدموا جزءً من المال في عمل استثماري يعود عليكم بالنفع، فهذا أيضًا سيكون فيه فائدة كبيرة، لأن المال يحتاج إلى تنمية، فالإنسان إذا وزّع المال كله هنا وهناك فقد يجلس بلا مال، لكن إذا جعل جزءً منه في عمل تجاري أو اشترى أشياء تربح، فهذا معروف في السوق، بعض البلاد الأراضي فيها نافعة، بعضها الأعمال التجارية، بعضها الاستثمار في المجال الزراعي، فأنتم في بلدكم أعلم بالمجال الذي يمكن أن يَدرُّ عائدًا، يحفظ للإنسان هذا المال، لأن الإنسان إذا عنده ما يدرُّ له عائداً، أو كأن يشتري مثلاً في المدن منزلاً ثم يؤجر هذا المنزل للآخرين فيُصبح عنده دخل شهري ثابت، يعاون الأسرة ويعاونه في استخدام احتياجاته، وأرجو أن يُعطى هذا الجانب أولوية - جانب الاستثمار -، ليكون المال أصله موجود، والريع أو الثمرة هي التي تعود إليكم شهريًا أو سنويًا أو موسميًا حسب نوع الاستثمار الذي ستدخلون فيه، واستثمار الأموال وتدبيرها وعدم الإسراف فيها وتجنب التبذير فيها هذا مما جاءت به هذه الشريعة التي شرفنا الله - تبارك وتعالى - بها.

نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يبارك لكم فيما رزقكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يرحم الوالد رحمة واسعة، هو ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً