الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أتناول البروزاك أو السيبرالكس أم أستبدلهما باللسترال؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أشكر جميع المشرفين والأطباء والعاملين على هذا الموقع الرائع الذي استفدت منه أنا وكثيرا من الناس، وجزاكم الله خيرا الجزاء

مشكلتي بدأت منذ عشر سنوات تقريبا من بعد ارتباطي بعمل حكومي كانت بدايتي ممتازة، ولكني كنت كثير الخوف والحياء وكثير التفكير والإحباط، وزادت علي المشكلة مع الوقت مع زيادة ضغوطات العمل، وكرهت العمل، وزاد الخوف، وبدأت انقطع عن العمل فترة إلى درجه أنني فكرت أني سأستقيل من العمل، ولكن أحد الأصدقاء نصحني إن أذهب لدكتور نفسي، وفعلا ذهبت وصرف لي الدكتور أدوية -والحمد لله- تعافيت، وشعرت بشعور رائع، ولكني من بعد شعوري بالراحة قطعت الدواء بدون استشارة الدكتور، ولا حتى زيارة الدكتور.

وكنت محتفظا بوصفات الأدوية إلى هذا الوقت، وبعد مرور عشر سنوات لم أستخدم أي شيء؛ لأن حالتي طوال هذه السنوات كانت مستقرة بعض الأيام والشهور، مع العلم أني في وقت العمل أكون مكتئبا، وخارج العمل، العكس والآن بدأت حالتي تتغير مع ضغوطات العمل رجع لي الرهاب والقلق والاكتئاب، وحاولت أن لا أستخدم أي دواء، وأن أعالج نفسي بأي طريقة، ولكني لم أستطع وفكرت أن أستخدم الأدوية التي صرفت لي قبل عدة سنوات، وبعد رجوعي للوصفات القديمة وصفة مكتوب عليها بروزاك، ووصفة أخرى مكتوب عليها السيبرالكس، ونسيت طرق استخدامهما قبل عدة سنوات، هل أستخدمهما كلاهما بوقت واحد؟ أم لا؟ لأني نسيت طرق استخدامهما من قبل، وبعدها أخبرت أخي بالموضوع؛ لأنه يستخدم بعض الأدوية ورفض أن أرجع إلى الأدوية القديمة ونصحني باللسترال.

ونصحني أن أستخدم السترال نصف حبة وبعدها إلى حبة، وبعدها بأكثر من شهر رفعتها إلى حبة ونصف لعدم التحسن، وبعدها أحسست بتحسن طفيف، لكن كل ما تذكرت العمل والحياة الخاصة بي أحس بخوف، وبعدها زدت حبتين كل صباح، -والحمد لله- لاحظت تحسنا أفضل من قبل لكنه ليس قويا.

هل أستخدم حبة صباحا وحبة مساءً أفضل؟ لأن في المساء يكون شعوري قلقا بعض الأحيان، مع أني بعض الأحيان أغير أوقات تناول الدواء هل ذلك يؤثر؟

أيضا هل أزيد الجرعة حال عدم التحسن مستقبلا إلى أكثر من حبتين؟ أم أستخدم الأدوية التي أستخدمتها من قبل عدة سنوات البروزاك أو السيبرالكس؟ أم تنصحني باستبدال العلاج المناسب لحالتي؟ أو أضيف مع اللسترال ويعتبر دواءً مناسبا؟

أيضا أنا حديث عهد بزواج، ولا أرغب بالجماع كثيرا، هل هذا الدواء له دور كبير؟ وهل من علاج؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتبر حالتك من الحالات البسيطة، وما أتاك الآن يمكن أن نعتبره رجوعًا لأعراضك السابقة، لكن بدرجة بسيطة، وقطعًا خلال العشر سنوات التي قضيتها في العمل ازدادت مهاراتك على النطاق الوظيفي، وكذلك مهاراتك الحياتية العامة، وهذا نعتبره جرعة وقاية - إن شاء الله تعالى - من الاكتئاب النفسي الشديد، أو حتى الخوف الاجتماعي.

فمن المهم جدًّا أن تنظر إلى نفسك نظرة إيجابية، وكما ذكرت وتفضلت ليس من الضروري أن تعتمد على الدواء الاعتماد الكامل، طوّر مهاراتك، كن إيجابيًا في التوجه، أدر وقتك بصورة حسنة، تواصل، مارس الرياضة الجماعية، اجعل قلبك معلق بالمساجد، سوف ترى أن نمط حياتك هذا ساعدك من خلال الدفع النفسي الإيجابي.

بالنسبة للعلاج الدوائي: ما دمت على اللسترال، فأنا أقره تمامًا، حيث إنه دواء جيد، ودواء فاعل، ودواء سليم، وبالنسبة لبطء فعاليته: هذا يجب ألا يزعجك، لأن بعض الأدوية تحتاج لفترة حتى يتم البناء الكيميائي الصحيح، ولا أعتقد أنك في حاجة إلى أن ترفع جرعة اللسترال، علمًا بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، لكن حبتين في اليوم هي جرعة وسطية، وسليمة، وجيدة، وأرى أن تستمر عليها لفترة لا تقل عن ستة أشهر، بعد ذلك يمكنك أن تخفضها إلى حبة ونصف لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن العلاج.

بالنسبة لوقت تناول الدواء: الناس تختلف في هذا الأمر، بعض الناس يقولون أن الدواء سبب لهم شيئا من النعاس، وفي هذه الحالة ننصح أن تكون الجرعة جرعة واحدة ليلاً، أما بخلاف ذلك فيمكن تناول الدواء حبة صباحًا ومساءً، وهذا أيضًا جيد.

فرق ساعات قليلة من حيث تثبيت وقت تناول الدواء: هذا - إن شاء الله تعالى - لا يؤثر سلبًا، لكن قطعًا الالتزام القاطع بالدواء هو العامل الأساسي الذي يُساعد في فعالية الدواء، وأن تكون جيدة وإيجابية ومفيدة.

بالنسبة لموضوع إضافة دواء آخر: لا أرى أن ذلك مهمًّا أبدًا، بل ليس مفيدًا حقيقة، ما يُسمى بـ (السلطة الدوائية) علميًا لا يُنصح بها الآن، حيث إن تعدد الأنواع والأصناف ليس معناه أنه سوف يزيد الحيوية البيولوجية للأدوية، على العكس تمامًا، ربما يخفف منها.

بالنسبة لموضوع أثر هذه الأدوية على المعاشرة الزوجية: هذا أمر فيه اختلاف، هنالك من يتحسن أدائه الجنسي مع تناول الزولفت، وهنالك من يضعف أدائه الجنسي نسبيًا، ونسبة الذين يتأثرون سلبًا هم عشرة إلى خمسة عشر بالمائة من الناس، لكن بعض الناس توسوس، وتكون مشغولة جدًّا بأدائها الجنسي حين تتناول هذا الدواء، وهنا قد ترتفع نسبة الصعوبات الجنسية إلى ثلاثين بالمائة.

لذا لا تشغل نفسك به، فهو دواء جيد وفاعل وسليم، ربما يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي عند الجماع، وهذا عرض طبيعي يخف بمرور الوقت.

إذًا لا تراقب أدائك الجنسي، فالجماع والمعاشرة أمر غريزي وطبيعي، وفي ذات الوقت حاول أن تعيش حياة صحية، أن ترتب غذائك، أن تنام مبكرًا، أن تمارس الرياضة... هذا كله فيه خير كبير لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً