الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحس بطعم الحياة وأنا في الـ 15 من العمر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مراهق, عمري 15 عاما, والحمد لله لا أواجه أي ضغوطات سواء من العائلة, أو في الدراسة, أو من أي شيء آخر, وحياتي من المفترض أن تكون رائعة وممتعة.

مشكلتي هي؛ أنني منذ سنتين أو أقل وأنا أشعر أنني فقدت طعم الحياة, وﻻ أشعر بالحياة كما كنت أشعر، وكأن حياتي مزيفة وخالية من المشاعر, فلا أستمتع بما أفعله أو بما كنت أحبه، وهذا يضايقني ويؤلمني كثيرا.

أحيانا تأتيني أوقات أشعر فيها بالاكتئاب, وقد تستمر ليوم أو أكثر, أو ربما لبضعة ساعات وتنتهي, وقد أصبحت نادرة الحدوث في الفترة السابقة.

وأيضا أشعر بأن مشاعري مكبوتة وغير تلقائية, وأحيانا أشعر بأني تغيرت ولم أعد أنا الذي أعرفه, وحالتي هذه ليست دائمة فهي متقلبة جدا, فأحيانا أشعر بتحسن وأظن أنها النهاية لكن تعود حالتي كما كانت.

فما هو تشخيص حالتي من فضلكم؟ وهل هو طبيعي؟ خاصة في مرحلة المراهقة, أم أنه اكتئاب؟ أو وسوسة؟ أم هو أحد الأعراض الجانبية النفسية للعادة السرية؟ فأنا أمارس العادة كل أسبوع, وأحاول أن أتركها نهائيا, فماذا أفعل؟ وما هو علاجي؟ وبماذا تنصحوني؟

أتمنى مساعدتي, فأنا أشعر أنني كالغريق, وأنني في دوامة لا أدري متى نهايتها، وأتمنى من الله -سبحانه وتعالى- أن تكونوا أنتم السبب في خروجي من هذه الأزمة، ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله كل خير على ما تبذلونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فترة اليفاعة وما يتبعها من فترة مراهقة فيها تغيرات كثيرة، وأنت على دراية بذلك, هذه التغيرات تشمل هرمونات الجسم، تشمل الجانب النفسي، الجانب العاطفي، الجانب الوجداني، المقدرات المعرفية، هذا كله يتغير ويتغير بسرعة شديدة.

وهذه المرحلة -ونسبة لهذه التغيرات المطردة والسريعة- قد يحس بعض الناس من الشباب أو المقدمون على المرحلة الشبابية ربما يحسون بشيء من عدم التأكد من ذواتهم، وتدور أسئلة كثيرة في خلدهم على محيط الإدراك أو غير الإدراك، وهذه التساؤلات تكون دائمًا حول الهوية، حول المستقبل، حول الانتماء، حول الدراسة، حول الوظيفة، حول أشياء كثيرة جدًّا، وهذا قد يُطبق على الإنسان نفسيًا ويجعله يحس بشيء من الكدر البسيط أو عسر المزاج، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك.

أنا أؤكد لك أن هذه المراحل مراحل عابرة في حياة الناس، لكن تصدى لها، ولا تهملها أبدًا, وعلاجك يكون:

أولاً: من خلال أن تطلق على نفسك لقب أنك مكتئب، هذا المسمى مسمى كبير ومسمى خطير، أنا لا أنكر أن الاكتئاب يأتي حتى للأطفال الصغار، لكن التشبث به والتعلق به والاقتناع بوجوده أيضًا هذه مشكلة كبيرة.

فأيها الفاضل الكريم: اعتبر حالتك هذه نوعا من عدم القدرة على التكيف مع المرحلة العمرية، وهذا الأمر -إن شاء الله تعالى– سوف ينتهي قريبًا، وأنك لا تعاني من اكتئاب نفسي, إذًا صحح مفهومك على ذاتك.

الأمر الثاني: يجب أن تحسن إدارة الوقت، الانقطاع عن الناس أو الانزواء أو تأجيل الأمور والواجبات هذا لا يفيد، وهذا يجعل الاكتئاب أكثر شدة وإطباقًا, فأنا أريدك أن تتعامل مع نفسك بثقة، وأن تكون مجتهدًا في دراستك، وأن تمارس الرياضة، وأن تبر والديك، وأن تحافظ على صلواتك وبقية العبادات، وأن تكون لك آمالاً وأهدافًا في هذه الحياة، تضعها بكل واقعية، وتطبق الأشياء التي يجب أن تُوصلك إلى أهدافك.

قطعًا في هذه المرحلة أهم شيء التزود بسلاحي العلم والدين، فيهما الحماية -إن شاء الله تعالى– وفيهما النجاح والفلاح، ويأتيك -إن شاء الله تعالى– حسن المزاج.

أنت لست بالغريق، تمر فقط بفترة هشاشة نفسية –إذا جاز التعبير– وإن شاء الله تعالى سوف تنتهي، وانظر إلى نفسك بإيجابية أكثر، وأنصحك أيضًا بالرفقة الصالحة، اخرج مع الشباب الصالحين الجيدين، مارس معهم الرياضة، سوف تجد المؤازرة والدعم النفسي الكافي جدًّا، وأنا نصحتك أيضًا ببر الوالدين، هذا يفتح عليك آفاقًا جديدة من الأمل والرجاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً