الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على شابين يريدان خطبتي، فمن أختار منهما؟

السؤال

السلام عليكم..

أحببت شابا، ولكنه كان على علاقة بفتاة غيري وتركها، المشكلة أنها لا زالت معه مستمرة في المواقع الاجتماعية، مما سبب الإشكال والفرقة بيني وبينه، مع أننا كنا متفقين على الزواج.

وبعد تعرفت على شاب آخر، وهو يحبني كثيرا، ولكن الشاب الذي كنت أعرفه رجع إلي بكل شروطي، فمن أختار، الأول أم الثاني؟

أرجو النصيحة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rnaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أخير يُرضيه، ونتمنى تجنب التوسع في العلاقات وتكرارها مع الشباب، لأنه ليس هناك من الناحية الشرعية ما يُبيح مثل هذه العلاقات، وعلى كل حال فقد عرفت الشباب، وعليك أن تتوقفي الآن، والذي فيه خير عليه أن يتقدم ليطلب يدك رسميًا ويطرق بابكم.

ونحن نرى أن الثاني الذي ليست له علاقات هو الأنسب، لأنك تمدحينه وتثنين عليه، وأيضًا يبدو أنه صفحة بيضاء، أو على الأقل الصفحة الأخرى بالنسبة لك مجهولة، وليس من مصلحتك أن تسألي عنها أو تتعرفي عليها، فأنت تحكمين على ما ظهر لك، ومن حقك أن تسألي عنه، ومن حقه أن يسأل عنك وعن أسرتك، وتسألي عن أسرته وعن عمله وأصدقائه وصلاته، يعني هذه أمور لا بد أن ننتبه لها.

ولا يخفى عليك أيضًا أن المسلمة إذا احتارت في أمر فإنها تصلي صلاة الاستخارة، وفيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، صلي صلاة استخارة وقولي الدعاء: (إن كانت خطبتي من فلان فيها خير فيسره لي، وإن كانت خطبتي منه فيه شر فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر ليَ الخير حيث كان)، الصيغة المعروفة بالنسبة لصلاة الاستخارة، عندما يحتار الإنسان بين أمرين.

كذلك هناك مرجّحات مهمة، وهو رأي الأسرة، لا بد أن تُدخلي الأسرة، وأن تُخرجي هذه العلاقة للأسرة، حتى يشاركوك وجهة نظرك إن كان إخوان أو والد أو أخوال أو محارم، فالرجال أعرف بالرجال، وأيضًا عليك أن تطالبيه أن تكون العلاقة علاقة رسمية ومعلنة، وهنا أيضًا تنكشف حقيقة مَن يريد فعلاً الحلال، وينكشف مَن هو جاهز، ومَن هو فعلاً يريد أن يتزوج، ويتبين الذي يريد أن يتكلم ويقضي وقتًا معك ويعبث ويلعب بك.

على كل حال مثلما يقولون: (الكرة في ملعبه)، وأنت الآن الفرصة أمامك، فنوصيك بالاستخارة، ثم بمشاورة أهلك، وإشراكهم في الموضوع، ثم بتقديم العقل على العاطفة في هذه اللحظات، لأن اتخاذ القرار دائمًا ينبغي أن يكون دائمًا العقل حاضرًا فيه، فتنظرين في حال كل شاب من حيث التدين أولاً، ومن حيث الأخلاق، ومن حيث الأسرة التي جاء منها، ومن حيث العمل الذي يقوم به، من حيث علاقاته مع الآخرين، ومن حيث بره بوالديه، فهذه مرجّحات إذا تساووا كلهم في أنهم جيدين، فهذه مرجحات حاسمة وهامة جدًّا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدّر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونتمنى ألا تتخذي القرار وحدك، لأن الزواج ليس علاقة بين شاب وفتاة، ولكنه بين بيتين وأسرتين وقبيلتين ومجموعتين، لذلك من حق أهلك أن يشاركوا وأن يكون لهم رأيًّا، على الأقل يحسم لك المسألة التي أنت فيها، وننصحك بأن لا تُخبريه بأنه كانت هناك علاقات، لأن هذا ليس في مصلحتك، سواء حصل الزواج أو لم يحصل، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً