الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني ذو الخمس سنوات لا يكتب الواجب إلا بعد شجار يستمر لساعتين

السؤال

السلام عليكم.

ابني عمره 5 سنوات ونصف، لا يكتب الواجب إلا بعد شجار قد يستمر لساعتين، وأغضب لدرجة أني أكون سعيدة يومي الجمعة والسبت لأنه ليس فيهما واجب، قلت له: أتمنى أن يأتي يوم وتطلب كتابة الواجب وحدك. قال: إن هذا لن يحدث أبدا. ماذا أفعل معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على هذا السؤال.

بالطبع إذا استطاع كثير من الأطفال التهرب من كتابة الواجب المدرسي فعلوا، وهنا تأتي أهمية دور الوالدين في مساعدة الطفل على تجاوز هذه المرحلة، وخاصة من خلال تعزيز الإيجابيات عنده مهما كانت قليلة أو متأخرة.

إن قواعد التربية وعلم النفس تقول أن السلوك الذي نعززه، ونوجه انتبهنا إليه يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله ونتصرف وكأنه لم يحصل، يخف ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء بدل أن يعززوا السلوك الإيجابي، نجدهم يعززون السلوك السلبي كعناد الطفل ورفضة للواجبات، لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، فيتكرر هذا السلوك وهذا العناد، لأنه يأتي للطفل بالكثير الكثير من الانتباه ولو بصراخ الوالدين، بينما يتجاهلون السلوك الحسن، كأن يتعاون الطفل ولو مرة واحدة، ولذلك يقل هذا السلوك مع مرور الأيام مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه.

حاولي خلال الأسابيع القادمة تعزيز سلوك الطفل الحسن، مهما كان قليلا، وحاولي بدل تصحيح السلوك السلبي أن تتجاهليه نوعا ما، إلا إذا كان يعرض الطفل أو غيره للأذى، فهنا لا بد من أن تتدخلي مباشرة، ولا بد من محاولة ضبط الأعصاب، وعدم تحويل وقت الكتابة لشجار دائم بينكما، فهذا لن يزيد الموضوع إلا تعقيدا، وسيزيد كره الطفل لكل ما له علاقة بالدراسة، وبهذا الشرح أظن أنه قد أصبح واضحا ما هو المطلوب منكم من أجل تعديل سلوك الطفل.

ولا بأس بمحاولة تقديم بعض الهدايا ولو مرة في نهاية الأسبوع على بعض الأعمال الحسنة التي يقوم بها، وهي إن كانت قليلة الآن، فستزداد مع الوقت.

حفظ الله طفلك من كل سوء، وأنشأه التنشئة الصالحة التي تحبّين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً