الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاكلي مع زوجي بسبب سلوكيات ابنتي وطريقة تربيتها

السؤال

مشكلتي الزوجية بسب ابنتي التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وسبب الخلاف أن زوجي طالب، ومنذ شهرين انتقلنا للعيش في أمريكا لإكمال دراست زوجي، وتقريبا كل يوم هناك مشكلة بسبب الطفلة؛ لأنها عصبية جدا، ولا تجعله يدرس، تلهيه عن دروسه بكثرة الطلبات، وهو مرة يستجيب ومرة لا.

أحاول دائما أن أقلل من المشاكل لكن بلا جدوى، لا أسيطر على ابنتي، وزوجي عصبي أيضا، ويجعل اللوم علي دائما في كل شيء، وبدأ أبوها يضربها، وأنا لا أتحمل من يضربها، وطريقة تربيته تختلف عن طريقتي في التربية.

ساعدوني الله يوفقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، لا شك أنها مرحلة صعبة من السفر، والغربة، والمشكلات الزوجية، وعصبية الطفلة، وكل هذا بالإضافة إلى صعوبات التكيف مع مجتمع جديد بثقافة جديدة.

معروف أن واحدا من أسباب الخلافات الزوجية هي: قضية اختلاف الزوجين في طريقة تربية الأطفال، كما هو الحال الآن بينكما.

كلاكما متعلم فأنت مهندسة، وزوجك يكمل دراسته، ومن المفروض أن نعلم أن الانتقال والسفر والغربة كل هذا سيفرض على الجميع بعض التحديات، وخاصة في المرحلة الانتقالية، وأنتم انتقلتم فقط منذ شهرين، وهي ليست بالفترة الكافية للاستقرار، فيفيد أن تتحدثا معا بصعوبة هذا الانتقال والاستقرار، والصعوبات التي تواجهكما معا، فمن ناحيتك عليك التكيف مع بلد جديد ولغة وثقافة غريبة عن بلد المنشأ، والتكيف مع الجيران والسوق وطبيب الأسرة، والزوج من طرفه عنده موضوع التكيف مع المعهد أو الجامعة التي يدرس فيها، والاعتياد على نمط جديد للتعليم، بالإضافة إلى مجتمع زملاء الدراسة من حوله.

كل ما سبق سيضعكما معا تحت الكثير من الضغط والتوتر، فيفيد تذكر هذا، والانتباه إليه، كي لا تتصرفا بطريقة سلبية تندمان عليها بعد حين، ولاشك أن صعوبات وتحديات التكيّف تنطبق أيضا على الطفلة الصغيرة؛ حيث هي خارج بيئتها المعتادة، والجو الجديد، وخاصة وهي تسمع أصوات الخلاف بين والديها، بالإضافة إلى ضرب الأب لها... فمسكينة هذه الطفلة، التي تشعر بكل هذا، ثم المطلوب منها أن تسكت ولا تبكي!! كيف يمكن للطفلة أن تعبر عن قلقها وربما خوفها؟!

يمكنك من ناحيتك: أن تنظمي وقت الطفلة، وخاصة موضوع النوم، بحيث يكون هناك نوع من الروتين والنظام في حياتها، وخاصة النوم في ساعة معينة، ولتكن مثلا على الساعة السابعة مساء، بحيث يبقى لك ولزوجك كل وقت السهرة، للحديث وتبادل الرأي، وربما يستطيع زوجك بعض الدراسة.

يبدو أن هذه هي الطفلة الأولى في حياتكما، ومن الطبيعي أن تفتقدا بعض مهارات التربية، ولذلك يفيد جدا لك وللزوج قراءة كتاب في مهارات تربية الأطفال، وعندكم في أمريكا الكثير من هذه الكتب، فيمكنك زيارة إما المكتبة العامة في مدينتكم واستعارة عدة كتب في هذا، أو مكتبة لبيع الكتب فتشتري كتابا أو كتابين، وهي فرصة مناسبة لتقوية اللغة الإنكليزية، أو ابحثي عن الوقت المناسب والهادئ للحديث مع زوجك في ضرورة حسن التعامل مع الطفلة الصغيرة، وكيف أن العلاقة بينكما لها تأثير كبير على سلوك الطفلة وعاطفتها، وليكن بأسلوب هادئ كي تجذبي انتباهه.

لعل في هذا ما يفيد، وأدعو الله تعالى لكم بالتوفيق والسداد، وأقرّ أعينكم بطفلتكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً