الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع مواجهة الناس وأبكي عند مناقشتهم.. أريد التغيير ولكن!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحبة شخصية كتومة وحساسة جدا؛ لذلك تؤثر على نفسيتي أبسط الأشياء، ولا أشتكي ولا أستطيع المواجهة إذا ظُلمت، إذا قررت أناقش تجدني أبكي بعد أول كلمة أنطقها، ونتيجة لذلك أنعزل عن الناس لأتجنب ما يضايقني، ويسيئون الظن بي مع أني دائما في حالي لا أحب القيل والقال.

ذاكرتي أصبحت ضعيفة منذ كنت في الثانوية إلى الآن، يمكن لأني في مرحلة المراهقة تعامل أهلي معي بشكل خاطئ، فأثر هذا على نفسيتي ومستواي الأكاديمي ضعف بشكل كبير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.

يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية الشديدة في شخصيتهم، ويبدو أنك واحدة من هؤلاء، حيث تتأثرين بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى، أو فيما قيل له، أو أمامه، ويرتبك أمام الآخرين، وقد ينفعل وحتى بالشكل الجسدي فترتجف بعض عضلاته مثلا وكما حدث معك عندما قدمت القهوة للأسرة، وذلك من شدة الارتباك.

ولا شك أن هذه الحساسية الشديدة إنما هي نتيجة طبيعية لطبيعة التربية والمعاملة التي عاملتك بها أسرتك في مرحلة مراهقتك، وكما وصفت في السؤال.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور: ومنها محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك، أو أمور غيرك، وكما يُقال عندهم ما يكفيهم، فيمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم!

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك هو أن تتذكري أنك في 21 من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوزي هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.

تذكري أن التجنب، كتجنب مواجهة الناس والردّ عليهم، هذا التجنب لن يحلّ المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاولي الاقتراب قليلا من مواجهة الناس، ولو بشكل بسيط، ولا شك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظين أن الأمر سيصبح أبسط بكثير مما كنت تتوقعين، وهكذا خطوة خطوة ستتعلمين مثل هذه الجرأة، وبذلك تخرجين مما أنت فيه.

وثالثا مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعرين بأن الارتباك في مواجهة الناس قادم، يمكنك القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، من مثال الجلوس في حالة استرخاء والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش، مما سيشجعك على مواجهة الناس.

وفقك الله ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزينها، عاجلا أو آجلا، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية رؤرؤ

    شكرا لكم جدا جدا وجزاك الله خير الجزاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً