الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد قبولي وقبول أهلي خاطبا ملتزما تنتابني الشكوك في حسن اختياري

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شيخنا الكريم، أنا فتاة ملتزمة، عمري 19 سنة، مخطوبة من شهرين من رجل ملتزم عمره 26 سنة، وصاحب وظيفة وقبلت به، وكنت فرحة وتنطبق عليه صفات مهمة، وأهم العوامل المساعدة على حسن الاختيار: الرضا عن مستوى الخاطب الديني والخلقي، ووجود تقارب نسبي في الحالة الاجتماعية، ومشورة الأهل قبل القبول والاستخارة، والله تعالى أعلم.

إلا أني هذه الفترة تنتابني وساوس غريبة وحديث للنفس أنه سيكون قاسيا معي، وأنه سيجعل حياتي تعيسة، كما أنه أكد لي مرة أن أكبر فتنة يعاني منها هي فتنة النساء، ويصوم في الأسبوع تقريبا 4 أيام، فتحدثني نفسي أنه شديد الشهوة وسيدمر حياتي بالجماع المستمر، كما أنه زارنا مرة ولاحظت أنه كثير الكلام وصوته قوي، وأنا أتمنى الرجل الهادئ، وتحدثني نفسي أني ما زلت صغيرة، وسيتقدم لي من هو أكفأ منه وأني تسرعت عند قبوله، هو حامل لهم الدين ويطلب العلم الشرعي ويحفظ القرآن، وكنت فرحة كثيرا عند قبوله، واستخرت الله سبحانه، كما أن أهلي عند قبوله كانوا مقتنعين به وفرحين بدينه وأخلاقه، هل ما ينتابني الآن وساوس شيطانية لهدم العلاقة بيننا؟ أم الله سبحانه يريد أن يبعدني عنه؟ أفيدوني فأنا في حيرة شديدة.

ونفع الله بعلمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونؤكد لك أن هذا الخاطب مناسب جدًّا، كيف وقد رضيه الأهل، ورضيت به؟ وهو من أهل القرآن والدين والصلاح والفضل؟

وأرجو أن تكوني واثقة وعلى علم بأنك لن تجدي رجلاً بلا عيوب، كما أنك لست خالية من العيوب، وطوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، فمن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط؟!

ومع ذلك فإنا نؤكد لك أن المؤهلات المذكورة عالية جدًّا، وأنت تستحقين هذا الرجل، والفارق العمري مناسب، والوضع الاجتماعي متناسق، ومن كافة النواحي، كما أن الارتياح والانشراح والقبول حصل في البداية، بل هو قبول ليس عندك فقط، ولكن الأسرة أيضًا قابلة به، وهذا من علامات التوفيق، أن تجد الفتاة رجلاً ترتضيه وترتضيه الأسرة ويسعدوا بقربه.

أما ما يأتيك بعد ذلك وينتابك بعد ذلك من وساوس فهي بلا شك من الشيطان، فإن الحب من الرحمن والبغض من الشيطان - كما قال ابن مسعود - يريد أن يُبغض لكم ما أحل الله لكم، فتعوذي بالله من شيطان همّه أن يُحزن أهل الإيمان، همّه أن يحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئًا إلا بإذنِ الله.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على طاعته، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونتمنى ألا تقفي عند هذه الوساوس، واحرصي على إكمال المشوار، واعلمي أن الأشياء المذكورة ليست مكانًا للخوف، وأن الإنسان الذي يصوم أيامًا عديدة، ويقرأ كتاب الله تبارك وتعالى من شأنه أن يُسعد - إن شاء الله تعالى - زوجته، فعاونيه على الخير، واستفيدي من إقباله على الله تبارك وتعالى، وشاركيه في الصيام والطاعات، وتقربي إلى رب الأرض والسموات، ونسأل الله أن يعينك وإياه على الخير، واعلمي أن الزواج فيه حصانة وعفة، ولأجل هذا طلب الزواج، وهذا الذي يطلبه حق شرعي وفطري، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.

مرة أخرى نؤكد أن الوساوس من الشيطان، وأنها ليست في مكانها الصحيح، فأقبلي على حياتك الجيدة بأمل جديدة وبثقة في الله المجيد، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونتمنى أن نسمع عنك الخير، ونشكر لك التواصل مع موقعك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً