الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي حيرة في أمر نفسي بسبب التملل وفتور الهمة والرهبة.. فمدوا لي يد العون

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أعراض أعاني منها، فما تشخيصكم لها؟

-التوتر والارتباك السريع مع صعوبة التركيز.
-لا أستطيع النظر في أعين الناس والتعبير.
- أفكاري تتقطع وأدخل في مواضيع ثانية.
- نفسي ينقطع بشكل مزعج لما أتكلم مع الناس، وفي بعض الحالات أحس فيها بخطر على نفسي.
- أحس بالموت وأنا في الطريق السريع، حتى أني أتشهد.
- أصبت بالملل العجيب مع خوار الهمة مهما حاولت المقاومة بكل قوة أستسلم في آخر الأمر.
- لا أستطيع المواجهة، بل الهروب دائما، والاستسلام أفضل حل، ودائما وأبداً أسترجع سلبيات الماضي، وأندم كل لحظة، وحين، وأسأل نفسي لماذا لم ترد لماذا تسكت.

- أخدم الناس وإخواني حتى نسيت نفسي، وأظهر بالشكل الطيب العطوف، ولا أستطيع قول "لا" للناس، وأبحث عن رضاهم مثال بسيط: (شخص أقرضته سيارتي الخاصة، ثم دمرها لم أستطع مواجهته، بل أخذتها منه على حالاتها ).

- صعوبة التعبير عما بداخلي.
- التفكير السلبي السباق مثل إذا ذهبت دائرة حكومية أبدأ أفكر كثيرا، وأسأل نفسي كثيرا بقلق، ما الذي سيصير هناك إذا سألني كذا وكذا؟

النتيجة: أصبحت شخصا انطوائيا وعزلت نفسي عن الجميع، وأكره ذلك أشد الكره، وأصبحت لا أحب نفسي ولا أخدمها، وأرى بأني لا أستحق الأفضل، بل كل طاقتي مهدورة ذهنيا.

آخر مرة لبست لبسا جديدا للعيد والمناسبات قبل 4 سنين، أو أكثر، وآخذ ثياب إخواني حتى صالون الحلاقة لا أقوى على الذهاب إليه، تغيير زيت السيارة أيضا كذلك، وأنا أعرف بأن نتيجتها غلط، لكن حقيقة لا أستطيع نفسيا، حتى أخيرا تقول لي الوالدة: أنت هش وضعيف.

احترت في نفسي والله المستعان، الحالة الدينية ممتازة، ولا أزكي على الله، وأقرأ الأذكار والاستغفار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من أعراض القلق الاكتئابي البسيط، وكل الذي تحتاجه -أيها الفاضل الكريم- هو أن تعيد النظر في تقييمك لنفسك، وتستبدل كل فكرٍ سلبي بفكر إيجابي، وهذا ليس بالصعب أبدًا، وتسعى لأن تُدرك ذاتك ومصادر قوتك وتطور نفسك وتكون دائمًا في جانب التفاؤل.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تكون صارمًا مع نفسك لأن تقوم بواجباتك الحياتية، الإنسان الذي يُصرُّ على الأداء والإنجاز مهما كانت مشاعره يكافئ نفسه بصورة سلوكية ممتازة، ومكافئة الذات هي من أفضل أنواع المكافئات، وتعود على الإنسان بمردود نفسي إيجابي جدًّا، وأنت بفضل الله تعالى حريص على أمور دينك، وهذا يجب أن يكون دافعًا ومحفزًا لك خاصة أن ديننا هو دين الهمة العالية، دين الإقدام، دين المبادرات، دين أن يكون الإنسان نافعًا لنفسه ولغيره.

أخِي الكريم: يجب أن تبنِ هذه المفاهيم الجديدة، ولا تحكم على نفسك بما مضى، ما مضى قد مضى إيجابًا وسلبًا، وهو عبرة وخبرة وليس أكثر من ذلك، عش الحياة بقوة، واسع للمستقبل بقوة أيضًا مع الأمل والرجاء، وأنت -الحمد لله- لديك طاقات جسدية ممتازة، في سن الشباب، وكذلك لديك طاقات نفسية وطاقات وجدانية وطاقات فكرية لا بد أن تستفيد منها.

إذًا النظرة الإيجابية مطلوبة جدًّا في موضوعك، وأعتقد أن هذا هو لب الموضوع، وأعتقد أن التراخي والإجهاد النفسي والجسدي وعدم الإقدام وضعف المبادرات ناتج من المزاج القلقي الاكتئابي، لكن في ذات الوقت أعتقد أنك قد تساهلت مع نفسك بعض الشيء، النفس يجب أن تُدفع، النفس يجب أن تُحفّز، النفس يجب أن نكون صارمين معها كثيرًا في بعض الأحيان.

أيها الفاضل الكريم: أنت تحتاج أيضًا لتناول أحد الأدوية البسيطة لعلاج الاكتئاب القلقي، وعقار(بروزاك)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) هو الأنسب في مثل هذه الحالات، الجرعة المطلوبة بسيطة جدًّا، وهي كبسولة واحدة في اليوم، تتناولها لمدة خمسة أشهر، هذا الدواء يتم تناوله بعد الأكل، وبعد انقضاء الخمسة أشهر اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إن استطعت أن تقابل طبيبًا نفسيًا أعتقد أن هذا أيضًا سوف يكون أمرًا مفيدًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً