الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي حساسية شديدة عند الثديين ما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 22 عاما، غير متزوجة، منذ فترة شعرت بألم في ثدي واحد مع حرارة واحمرار، وظهور سائل متكتل أو متجمد ولا ينزل عند الحلمة، ذهبت وأجريت التراساوند أخبرني الدكتور أن لا شيء يدعو للقلق وأنه التهاب، ووصف لي دواء وأخذته وبدأت في التحسن تدريجيا مع الوقت، وأصبح هناك ألم عند الحلمات وعدم راحة، ثم تلاشى هذا الألم وعادت حياتي طبيعية.

منذ فترة شعرت بعدم الراحة في الثديين وخاصة عند الحلمات، أحس بقشعريرة عند الاقتراب منهما، فأصبحت أخاف أن أقترب منهما لأنهما تتعبانني عند اللمس، وظننته التهابا، وقرأت في النت عن الملفوف وفائدته في إخراج الالتهابات، وبالفعل قمت بذلك وفي اليوم الأول شعرت براحة، واليوم التالي ظهر هذا السائل المتجمد في الثديين، قررت الاستمرار على الملفوف لكن بلا فائدة، قررت أن أخرج السائل بنفسي وحاولت الضغط على الثدي لإخراجه، وبعد محاولات كثيرة خرجت معي نقطة صغيرة جدا لونها مائل للاصفرار.

قررت عمل فحوصات والتراساوند، وجد الدكتور كيسين مائيين جحمهما صغير جدا في ثديي الأيمن، وطلب أن أكرر الفحص بعد 6 أشهر، وأخبرته عن السائل المتجمد وألم الحلمات ولم يعلق، فحصت منذ 4 أشهر ماضية وحتى الآن ما زالت حلماتي متحسسة، وأيضا مكان الكيس يؤلمني عند اللمس، وأشعر بعدم راحة في ثديي، كما يوجد هذا السائل المتجمد في الحملتين لا يخرج.

منذ يومين شعرت بألم شديد في الثديين أثناء الاستحمام، وشعرت وكأن الحلمات متحجرة لكنها لم تكن كذلك، ومازالت إلى الآن تؤلمني عند اللمس، لا أعلم ماذا عندي، أرجوك -يا دكتورة- طمنيني لأني توترت ونفسيتي تعبت، والمدينة التي أنا فيها ليس بها إلا المستشفى وهذا الدكتور الذي لم يفدني، ولا أقدر أن أسافر حاليا لمدينة أخرى لظروف دراستي وامتحاناتي.

معلومات يمكن أن تفيد في التشخيص: أشرب قهوة، عندي توتر دائم وضيق من دراستي، وازدحام بيتنا بالأقارب طيلة السنة مما يجعلني أفقد صوابي، أشعر بألم مع الدورة الشهرية في أسفل البطن لا يكاد يحتمل، مع ألم بأسفل الظهر، عندي شد عضلي بظهري نتيجة إرهاق وجلسة خاطئة، يكون أحيانا أسفل أو أعلى الظهر، الدورة الشهرية تأتي يوم 18 أو يوم 20 أو 22، لكن ثابتة منذ شهرين على يوم 18.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.ن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مخاوفك –يا عزيزتي-، وأود أن أوضح لك بأنه لا علاقة بين الألم الذي حدث في الثدي في المرة الأولى، وبين الألم الذي يحدث الآن، ففي المرة الأولى كان الألم في جهة واحدة، وظهرت معه علامات تدل فعلا على وجود الالتهاب، مثل: الحرارة، والاحمرار، وقد حدث تحسن سريع على الدواء الذي هو على الأغلب مضاد حيوي، وهذا يؤكد بأنه كان عبارة عن التهاب في أنسجة الثدي .

أما الأعراض الحالية فهي مختلفة، ولكونها تحدث في الجهتين فالحالة عندك هي غالبا ناتجة عن تأثير هرمونات المبيض على نسيج الثدي، فبعض النساء يكون الثدي عندهن حساسا جدا حتى على المستويات العادية من الهرمونات، فتحدث لديهن تكيسات ليفية صغيرة في الثدي، وتسبب الشعور بالألم وزيادة حساسية الثدي والحلمات للملامسة، وهذه الحالة ورغم أنها مزعجة جدا إلا أنها سليمة تماما.

وكنوع من الاحتياط يمكن عمل تحليل لهرمون الحليب PROLACTIN، للتأكد من عدم وجود ارتفاع فيه يسبب خروج الإفرازات المتسمكة من الحلمة، ويجب عمله في ثاني أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح، وكون التصوير عندك لم يظهر أي شيء غير تكيسات، فهذا أمر مطمئن جدا، ولا داعي لإعادة التصوير الآن، وسيفيدك كثيرا ما يلي:

1- لبس حمالة صدر من نوع جيد لتقديم الدعم للثدي، مع الحرص على لبسها في كل الأوقات، وحتى أثناء النوم، ويجب الابتعاد تماما عن ملامسة الثدي أو عصر الحلمات، وهذه نقطة هامة جدا.

2- التقليل من تناول الكافيين وذلك بالتقليل من القهوة، الشاي، الشكولاتة، المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، وكل ما يحتوي على الكافيين.

3- سيفيدك تقليل الدهون في الطعام، فقد تبين بأن الأطعمة الغنية بالدهون تزيد من شدة الحالة.

4- تقليل الملح في الطعام والإكثار من الخضار والفاكهة الطازجة.

5- يمكنك تجربة نوع من المكملات الغذائية يسمى evening primrose أو chestberry، فالبعض يرتاح عند تناول هذه المكملات.

6- إذا لم تُجد كل الإجراءات السابقة، فإن العلاج المفضل في هذه الحالة هو حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون، مثل حبوب (جينيرا أو ياسمين)، وهي ستشعرك بتحسن شديد منذ أول شهر -إن شاء الله-، بالإضافة إلى أنها آمنة في مثل حالتك، ولن يكون لها تأثير على الحمل والإنجاب مستقبلا -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً