الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار وسواسية خاصة في الصلاة، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

موقعنا الجميل إسلام ويب، زادكم الله من فضله، وجعل ما تقدمونه من خدمة للمسلمين في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة عمري 25 سنة، كنت في السابق أعاني من وسواس الموت، وأفكار سلبية، وكان يشتد علي، وبعدها أصبح الوسواس يتنقل من فكرة إلى فكرة، -ولله الحمد- مع الدعاء اختفى تدريجياً، ولكن لا زال يلاحقني كل فترة، ويأتيني فجأة وتصيبني حالة من الهلع لمدة دقائق، وأكثر وقت يأتيني فيه عند صلاة الوتر، وبعض الأحيان أستيقظ من النوم بسببه.

سؤالي: ما الحل؟ هل يجب علي أخذ دواء معين وأنا لا أريد الدواء؟

أريد منكم نصيحة لحالتي، وأتمنى منكم الدعاء بأن أتخلص من باقي الوسواس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنوار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

علاج الوساوس بالفعل يتم من خلال تحقيرها، عدم الإنصات لها، وعدم اتباعها، والحذر منها، لأنها ملحة ومستحوذة، لذا يتطلب الأمر نوعًا من الدفع والدافعية والقوة، والوساوس تراوغ صاحبها، حيث إنها تتبدل في محتواها – كما تفضلت – وتحاول دائمًا أن تقنع الإنسان بأنها صحيحة، فالإنسان يقهرها من خلال تحقيرها، وعدم اتباعها، وألا يميل إلى أي نوع من الحوار الوسواسي، صرف الانتباه أيضًا عن الوساوس مهم، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، وعدم ترك مجالاً للفراغ.

أيضاً تنظيم النوم بصورة صحيحة، أنت تعانين من مشكلة في النوم، فيجب أن تتجنبي النوم النهاري، وأن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب وتفيد المرأة المسلمة، عليك أيضًا ألا تتناولي الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة بعد السادسة مساءً، والحرص على أذكار النوم، وأن تكوني في وضع استرخائي قبل النوم، تطبيق ما ورد في استشارة إسلام ويب تحت رقم (2136015) ستكون مفيدًا لك جدًّا في التدرب على كيفية تطبيق هذه التمارين.

النقطة الأخيرة: أنت ذكرت أنك لا تريدين علاجًا دوائيًا، نحن بالطبع نقدر وجهة نظرك في هذا السياق، لكن أريد أن ألفت نظرك، أن الوسواس له مكوّن بيولوجي - أي مكون كيميائي عضوي – وهناك اتفاق الآن بين العلماء ومراكز الأبحاث العالمية الكبيرة أن الوساوس والتوترات والقلق والمخاوف وحتى الاكتئاب النفسي، تنتج وبنسبة كبيرة جدًّا من عدم انتظام أو إفراز في بعض المواد الكيميائية في الدماغ، تُسمى بالموصلات العصبية، تصحيح مسار هذه الإفرازات العصبية قطعًا يتم من خلال تناول الأدوية، وحالتك قد تطلب دواءً واحدًا فقط، وليس أكثر من ذلك، لكن الأمر متروك لك.

وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً