الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الهلع تخف وتعود لي، وسببت لي الاكتئاب، أريد مساعدتكم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، عزباء متخرجة، بشهادة فنية علاج طبيعي بامتياز وموظفة حديثا وأسعى إلى إكمال دراستي، قبل 6 أثناء الدراسة تعرضت لحالة غريبة بعد تناول الفطور، شعرت بضيق في التنفس، وضربات قلب سريعة جدا، وبرودة أطراف، وشعرت بأني سأفارق الحياة، وبدأت في البكاء حتى تمت تهدئتي وتمت السيطرة على الموقف -ولله الحمد-.

بعدها بثلاثة أشهر تقريبا أصبت بجرثومة المعدة، وعادت معي ذات الأعراض القديمة، ولكنها كانت تتكرر معي يوميا، ذهبت للطبيبة وتناولت أدويتي وانتهت الجرثومة -ولله الحمد-، ولكن استمرت أعراض الهلع والخوف ونبضات القلب السريعة، وكانت تأتيني هذه الحالة بعد تناول أي وجبة دسمة والشبع، ذهبت للطبيب وأخبرني بأن علي تجاهل هذه الأعراض وأنها نفسية، وأمرني بتناول (دوغماتيل) بعد كل وجبة، استمريت على الدواء لمدة 4 أيام فقط، وعند توقف الحالة شعرت بالفرح.

بعد شهرين تقريبا عادت الحالة ولكن بأعراض مختلفة، أشعر بوخزات في قلبي وألم في صدري جهة اليسار، وأشعر في بعض الأحيان أثناء حديثي مع الآخرين بأني سوف أموت، فأتوقف عن الكلام فجأة، ويتغير لون وجهي وأصبح شاحبة، فيبدأ قلبي بالتسارع، وأشعر أن هناك شيئا في حلقي سيقف ولن أستطيع التنفس، مع جفاف الحلق والفم، مع العلم بأني أعاني خوفا من تناول الأدوية خاصة الحبوب والكبسولات، كل أدويتي سائلة.

حالتي النفسية الآن أصبحت صعبة، وأشعر باكتئاب في بعض الأحيان وأن الحياة لم يعد فيها شيئ يحفزني على الاستمرار، لم أخبر أحدا بما أصابني حتى لا يتوهموا أني مصابة بالوسوسة، ولكني التجأت إلى الله أن يفرج ما بي ويرفع عني، مع العلم أني محافظة على الصلاة والأذكار –والحمد الله-، وأدرس في حلقات القرآن، ولكني توقفت الآن بسبب ساعات العمل، أرجو منكم مساعدتي وإرشادي إلى طريق جديد أستطيع من خلاله استعادة حياتي القديمة، والتوقف عن الوسوسة والشعور بالأمان من جديد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة التي أصابتك تعرف بنوبة الهلع أو الفزع أو الهرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي يأتي غالبًا دون أي مقدمات، وقد يستمر لدقائق أو لساعات أو لأيام، وفي بعض الأحيان تكون هذه الحالات انتكاسية، وفي أحيان أخرى لا ترجع إلى الإنسان، حين يتفهم الإنسان تفاصيل حالته وطبيعته، أي أنها حالة نفسية بسيطة حتى وإن كانت مزعجة، هذا في حد ذاته يساعد كثيرًا على العلاج.

قطعًا نوبات الهرع نسبة لشدتها تؤدي إلى نوع من المخاوف الوسواسية، خاصة حين يتعلق الأمر بتسارع في ضربات القلب، فهنا قد تأتي للإنسان بعض الوسوسة والهموم أنه ربما يكون يعاني من مرض عضوي شديد، وهذا ليس له واقع، لا توجد أي علة في القلب -إن شاء الله تعالى-.

أسعدني جدًّا أنك محافظة على الصلاة والدعاء والأذكار، وأرجو أن تلتحقي بحلقات القرآن الكريم مرة أخرى حتى وإن كان الوقت الذي سوف تقضينه في هذه الحلقات أقل نسبة لظروف عملك، لكن لا تنقطعي.

قطعًا سيكون من الأفضل أن تقابلي طبيبًا نفسيًا، -والحمد لله تعالى- أنت تعملين في مجال الحقل الصحي، وسيكون من السهولة بمكان بالنسبة لك أن تتواصلي مع طبيب نفسي، حين أقول لك اذهبي إلى طبيب نفسي لا يعني أن حالتك شديدة أو مستعصية، هذا فقط من أجل أن تطمئني، لأن تناول المعلومة والحصول عليها بصورة مباشرة من أهل الخبرة قطعًا يمثل دفعًا علاجيًا إيجابيًا بصورة واضحة ومعروفة.

سبل العلاج تتمثل في أن تفهمي طبيعة الحالة، وقد أعطيناك شرحًا موجزًا حول حالتك، الشيء الآخر هو: التجاهل التام للحالة.

ثالثًا: تطبيق تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، لو اطلعت على تفاصيلها سوف تجدين فيها ما يفيدك -إن شاء الله تعالى- كثيرًا، وعليك التطبيق.

رابعًا: حسن إدارة الوقت مهمة جدًّا، لأن هذه النوبات أحيانًا تأتي مع الفراغ، وتسبب للإنسان بعض التوهمات الوسواسية.

النقطة الخامسة: بالرغم من تحفظك حول الأدوية، لكن أعتقد أنك محتاجة لدواء واحد يعرف باسم (سبرالكس) وهو من الأدوية الرائعة والجيدة، من الأدوية التي تعالج هذه الحالات، وبالمناسبة حبة السبرالكس حبة صغيرة جدًّا، وأنا لا أريدك أبدًا أن تخافي من تناول الأدوية، خاصة حبوب الكبسولات وتلجئي إلى الأدوية السائلة فقط، لأن هذا التوجه بالخوف من الأدوية ليس توجهًا سليمًا، وهذا ربما يولِّد لديك صعوبات وتوهمات مرضية أخرى، فأقدمي على تناول الدواء إذا كانت لك الرغبة في ذلك، أو كان باستشارة الطبيب فيجب أن تأخذي بها.

السبرالكس كما ذكرت لك دواء سليم، غير إدماني، لا يؤثر أبدًا على الهرمونات النسائية، والجرعة التي تحتاجين لها صغيرة، وقد تحتاجين للدواء لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر.

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول يحي

    شكران

  • مجهول يحي

    شكران لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً