الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دورتي مضطربة ولا أعرف لها وقتا ولا عددا، فماذا أفعل مع صلاتي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عمري 22 سنة، غير متزوجة، أعاني من الدورة المضطربة كثيرا، فقد بلغت وعمري 11 سنة، وكانت دورتي منذ أن نزلت لا وقت لها ولا عدد، فلم أعد أعرف متى أصلي ومتى لا أصلي، ومنذ ثلاث سنين وهي تنزل لمدة 3 أشهر، وتنقطع 3 أشهر أخرى، وأحيانا أنزف لمدة 20 يوما، وأحيانا يكون النزيف شديد، وأحيانا قليلا جدا، فذهبت للطبيبة، فأخبرتني بأن عندي تكسر بالصفائح الدموية، وكسل بالغدة النخامية، وارتفاع في هرمون الحليب، وأعطتني أدوية، واستمريت عليها 3 أشهر وتركتها، ولم أشعر بتحسن بها، فقد استمرت شهرين، وانقطعت شهرا، ولون الدم أحيانا يكون شديد الحمرة، وأحيانا خفيف جدا جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عيوش @ Aaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الغدة النخامية مسئولة عن إفراز الهرمونات المحفزة للمبايض، وهي هرمونات FSH & LH، بالإضافة إلى هرمون الحليب الذي يرتفع لعدة أسباب، منها:
- الورم الحميد في الغدة النخامية.
- أو النشاط الزائد في الخلايا المسئولة عن إفراز هذا الهرمون في الغدة النخامية.
- وحالة التكيس على المبايض.

والوزن الزائد يساعد على حدوث التكيس، وهي حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميك، ويحدث بالتالي الخلل الهرموني، وبالتالي يجب العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

وفي ظل ذلك الخلل في التوازن الهرموني؛ تقل بالتالي نسبة هرمون البروجيستيرون التي من المفترض أن تزيد بعد التبويض، ويصبح هرمون الأستروجين هو المسئول عن الدورة الشهرية وحده، مما يؤدي إلى نزول دورة شهرية ضعيفة ومتباعدة، وعندما تنزل الدورة تنزل بغزارة، وتمتد إلى أكثر من 7 أيام، وهذا هو الذي يسبب النزيف المتكرر.

ويمكنك من خلال هذا البرنامج الغذائي والعلاجي تحسين حالة التبويض، وتنظيم الدورة الشهرية في الشهور القادمة، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.

وكسل الغدة الدرقية وارتفاع هرمون الحليب يؤدي كل منهما إلى خلل في الدورة الشهرية، وتأخر في الدورة، ولذلك يجب فحص هرمونات TSH & FREE T4 & PROLACTIN، وأخذ العلاج المناسب لعلاج تلك الوظائف المضطربة إن وجدت.

وإعادة تنظيم الدورة من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين لمدة 3 شهور يوميا قرص واحد حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج، تؤخذ يوميا من اليوم الـ 16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، مثل: total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات اوميجا 3 أيضا يوميا واحدة مع حبوب فوليك أسيد 1 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل لتقوية العظام، ومنع مرض الهشاشة مع الغذاء الجيد المتوازن.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، لأن ذلك يساعد على علاج التكيس.

ومن الأشياء الطبيعية المذكورة في علاج التكيس:
أعشاب البردقوش، وتشرب مغلية مثل الشاي، وأيضا لعلاج الإمساك والهضم، وعلاج مشاكل المبايض، وهناك أيضا حليب الصويا، وقد تم استخراج كبسولات الفيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس وتحسين التبويض.

وفي نهاية تلك المدة هناك بعض التحاليل لهرمونات الغدة النخامية، وكذلك يجب إعادة فحص هرمون الحليب، وهرمون الذكورة، وهرمونات المبايض، وهرمونات الغدة الدرقية، وعمل سونار على المبايض والرحم.

والتحاليل المطلوبة هي:
FSH - LH - PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.
_______________________________________________________
انتهت إجابة الدكتورة/ منصورة فواز -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
_______________________________________________________
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

من الناحية الشرعية في الحكم على ما أنت فيه، وتبيين ما هو بحيض وما ليس بحيض، والسؤال لا يكفي أن يُبيّن الحكم الشرعي في حالتك خاصة، ونحن نبدأ من حيث انتهيت.

فإنك ذكرت في آخر سؤالك أن لون الدم يكون أحيانًا شديد الحُمرة وأحيانًا خفيفا جدًّا، وإذا كان كذلك، فإنك ترين لونين من الدماء، وهذا يسمى (تمييز) عند العلماء، فتعمل المرأة بالتمييز، ولكن لهذا التمييز شروط وله حالات لا يتسع المقام لسرد جميع الاحتمالات، ولهذا فإنا ننصحك بأن تُعيدي كتابة السؤال من جديد، والأحسن أن تُدخليه سؤالاً في موقع الفتوى عندنا، حتى يتسنى الإجابة عن جميع الاحتمالات التي يمكن أن تعرض لك.

نتمنى أن تكتبي سؤالاً واضحًا فيه بيان عدد الأيام التي ترين فيه الدم الشديد الحمرة، والأيام الأخرى التي ترين فيها الدم الآخر، فتذكري في سؤالك بالتفصيل لون الدماء التي تأتيك وعدد أيامها واتصالها وانقطاعها –ونحو ذلك– وبذلك يتسنى الإجابة عن سؤالك إجابة دقيقة مطابقة للواقع.

نسأل الله تعالى لك العافية، وأن يفقهنا وإياك في دينه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً