الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراودني أفكار سوداء حول الصرع والأذى، كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أرسلت لكم استشارة، وقد أجبتم عليها مشكورين، ووصف لي الطبيب دواء فافرين، ولكنني أخاف من تناول هذه الأدوية، ومشكلتي باختصار: هي أفكار حول الأذى والشر لأهلي، أي حدوث أذى لهم، وحاولت التخلص منها ولكن الفكرة الأكثر سيطرة، هي فكرة أنني أخاف أن تسقط أختي وتأتيها نوبات الصرع، لأنها تعاني من هذا المرض، فكيف أتخلص من هذه الفكرة، وكيف نفرق بين الصرع العضوي وغير العضوي؟

كذلك عندي خوف من كلمة الصرع والحمى بمجرد أن أسمع هاتين الكلمتين ينتابني خوف شديد وسرعة في ضربات القلب، فكيف أتخلص من هذا الخوف وبدون أدوية؟ وهل يمكنني أن أتخلص من هذه الأفكار بدون أدوية، وبشكل نهائي؟ وأكون مثل باقي الناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العلاج له أسس وله أصول وله معايير وله ضوابط، الوساوس القهرية لا يمكن أن تُعالج الآن بدون تناول الدواء، نعم العلاج السلوكي يساعد كثيرًا في علاجها، ويتميز العلاج السلوكي بأنه يمنع الانتكاسات أكثر مما يسيطر في حدة النوبات، والعلاج يجب أن يكون دوائيًا وسلوكيًا ونفسيًا واجتماعيًا ومعرفيًا.

هذه هي الأسس العلاجية الصحيحة، تؤخذ الأمور بالكلية ولا تؤخذ بالجزئيات، والذي أقترحه عليك هو أن تذهبي إلى طبيب نفسي مباشرة، اذهبي إليه؛ لأنك حتى إذا أردت أن تتعالجي علاجًا سلوكيًا فقط – وهذا ممكن جدًّا – لا يمكن أن يتم هذا إلا من خلال الاسترشاد المباشر من المعالجة النفسة، فأرجو - أيتها الفاضلة الكريمة - أن تقومي بهذا الإجراء، أخطري وأخبري أهلك.

هذا هو الذي أراه أنسب بالنسبة لك، وهنالك نقطة لا بد أن أركز عليها وأشير إليها، وهو أن التدخل المبكر في علاج الوساوس القهرية يؤدي إلى أفضل النتائج العلاجية، أما التأخير والتسيب في الأمور وحوار الوساوس ومراوغتها فهذا قطعًا سوف يُعززها ويثبتها ويقوّيها، اجتهدي في تحقير الوساوس، لا تأخذي بها، تجنبيها تمامًا، واصرفي انتباهك وفكرك عنها بما هو مخالف لها.

أسأل الله تعالى لأختك العافية والشفاء، الفرق بين الصرع العضوي وغير العضوي: هنالك فروقات كثيرة جدًّا فيها بعض المؤشرات الفنية التي لا يعرفها إلا أصحاب المعرفة، لكن عمومًا الصرع غير العضوي لا يؤدي إلى نوم بعد النوبة، كما أن الذي يُصرع نفسيًا غالبًا يتخذ المحاذير التامة حتى لا يعرض نفسه لخطورة، هذا ليس تصنعًا، إنما هو على مستوى العقل الباطني.

النوبات الصرعية النفسية أو غير العضوية كثيرًا لا تتبع ما هو متعارف عليه من أقسام تشريحية في جسم الإنسان، أما الصرع العضوي فعكس ذلك تمامًا، هنالك أيضًا فرق، وهو فحص مستوى هرمون يسمى بالبرولاكتين – هرمون الحليب – يختلف تمامًا ما بين الصرع العضوي والصرع غير العضوي أو النفسي.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً