الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوساوس والشكوك وأهلي يرفضون ذهابي للطبيب، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي طالما استفدت منه.

ثانيًا: أود أن أسأل عن حالتي، فأنا مريضة بالوسواس القهري، ولقد تدرج الموضوع بأفكار عديدة أهمها يتركز حول العقيدة للأسف، أحيانا تجيء لي أفكار لماذا خلق الله الكون؟ وما شابه ذلك، أنا متأكدة من وجود الله، وأحاول قدر الإمكان الالتزام بالدين، والمحافظة على الصلوات، ولكنها تجيء لي رغما عني، فأحاول استحقارها ومعاندتها، ولكنها تفسد عليّ خشوعي في الصلاة، ولقد جاءت لي فترة في الطهارة حتى كدت لا أستطيع الصلاة بشكل طبيعي قرابة السنة، وجاءت لي أحيانا في التكفير، فكنت أظن أن كل الأفعال كفرية، ولكن الله شفاني منها، وهو وحده كان يعلم بحالتي.

وغير ذلك من الأفكار القهرية والشك، مع العلم بأن مجرد القراءة الوافية عن كل فكرة قهرية أي معرفة أنه لا أساس لها من الصحة تختفي، ولكن يظهر الشك في شيء آخر، وهكذا.

سؤالي: أنا أدعو الله الشفاء منها، واستحقارها، ولكن ليس لي القدرة على العلاج الدوائي؛ لأن أهلي يرفضون وبشدة الذهاب للطبيب النفسي، فهل سأحاسب على ترك العلاج الدوائي؟

نفسي تحدثني بأن أسمح لهذه الأشياء تجيء لي؛ لأني لا أتعالج فهل هذا صحيح؟ وكيف يمكن مساعدتي في حالتي هذه؟ فكل ما أوده أن أكون من عباد الله وفي صفاء نفسي، أرجو الدعاء لي، والرد سريعا، فأنا أستعد لأكون طبيبة، وأخشى أن تفشل حياتي بسبب ذلك كله، خاصة أنها أحيانا كانت تؤثر على مستواي العلمي، وتركيزي في دراستي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فتاة مسلمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العلاج الدوائي يساعد كثيرًا في هذا النوع من الوساوس، وقطعًا هذه وساوس مستحوذة ومتحايلة، وتسبب لك الكثير من الأذى والألم النفسي؛ لأن نفسك في الأصل طيبة، ومنظومة القيم والفضيلة لديك عالية، لذا تأتيك هذه الأحاسيس بالمخاوف حول ما ينتج عن هذه الوساوس وعلاجها وهل هذا من الذنوب أم لا إذا لم تعالجيها، وأشياء من هذا القبيل.

أنا أبشرك أن الوساوس يمكن أن تُعالج، وصد الوساوس سلوكيًا مهم، ويجب أن يكون هو المبدأ الذي تحافظين عليه، وفي ذات الوقت الدواء مهم ومهم جدًّا؛ لأن وساوسك استدرجتك للدرجة التي حدث لك شيء من الكدر أو ما نسميه بالاكتئاب الثانوي البسيط.

اشرحي لوالديك أن هذه وساوس قهرية، وأن الأطباء ينصحون بعلاجها، والعلاجات الدوائية الآن سليمة ومضمونة وممتازة جدًّا، ويمكن للطبيبة العمومية، أو طبيبة المركز الصحي أن تقنع ذويك بأهمية العلاج، وفي حالة أن عمرك أكثر من ثمانية عشر عامًا بكل سهولة يمكن أن تتناولي عقار (بروزاك)، والذي يعرف باسم (فلوزاك) في مصر، أو عقار (فافرين)، أو عقار (لسترال) كلها أدوية بسيطة ومتوفرة وسهلة.

لا تنزعجي، تحدثي إلى أسرتك، اشرحي لهم، ووضحي لهم أننا قد نصحناك بضرورة تناول العلاج، لا تنزعجي لأمر أن أسرتك قد رفضت، الناس لها مفاهيم خاطئة كثيرة عن الطب النفسي والعلاجات النفسية، لكن بشيء من الروية والصبر والشرح المتقن -إن شاء الله تعالى- تقنعيهم بذلك.

ليس هنالك ما يدعوك للشعور بالذنب؛ لأنك لم تتناولي الدواء، -إن شاء الله تعالى- سوف تتناولينه، وسوف تعيشين حياة طيبة وسعيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً