الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الدوار كلما حركت رأسي.. فما هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصبت بمرض الزكام، واستمر حوالي أسبوعًا، وبعد ذهابي للطبيب شفيت -والحمد لله- ثم بعد ذلك أحسست بدوار شديد مع تقيؤ حاد، وطنين ووشوشة، وثقل في السمع في الأذن اليسرى، وليس دائما، فظننت أنه المعي الغليظ، ذهبت إلى طبيب الأمراض الباطنية، فأعطاني أدوية خاصة بالدوار منها: 24mg bétaserc (بيتاسيرك);vastor 20mg (فاستور) حيث طلب مني الذهاب إلى طبيب الأذن.

ولكن هذه الأدوية لم تجد نفعا مع هذا الدوار والغثيان والتقيؤ الحاد؛ حيث أخذوني إلى المستشفى بعد أن كاد يغمى علي، فأعطاني طبيب المستشفى دواء مضادا للتقيؤ والغثيان vogaléne 5mlg (فوقلان )، وطلب مني هذا الأخير إكمال دوائي، وبعد تناولي للدواء vogaléne 5mlg (فوقلان ) توقف كل من التقيؤ والغثيان، ولم يتوقف الطنين والوشوشة وثقل السمع والدوار.

أجريت عدة تحاليل طبية منها السكري وضغط الدم، وكانت كلها سليمة -والحمد لله-، ثم توجهت إلى طبيب الأذن، فأضاف لي أدوية أخرى منها magno sanol 250mg (مغنو سنول)، فأصبح إجمالي الأدوية التي أتناولها سبعة أدوية، ولكن لا نتيجة هناك من ناحية الدوار الذي يعود مرة بعد أخرى، وخاصة عندما أحرك رأسي يمينًا أو يسارًا، أعلى أو أسفل، مع العلم أن طبلتا أذني مثقوبتان.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مغناوي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلديك دوار حاد منذ مدة لم تحددها قد تكون أكثر من أسبوع، ويترافق الدوار مع طنين ووشوشة، وثقل في السمع في الأذن اليسرى، هذه هي الأعراض الرئيسية، وهناك أعراض مرافقة هي الغثيان والإقياء الحاد، وهي تنتج من تخريش نويات العصب المبهم ( المسؤول عن الجهاز القلبي والتنفسي والهضمي ) مما يسبب الأعراض الهضمية من غثيان وإقياء.

لا بد من الدقة في وصف الحالة؛ حيث إن الوصف يغير اتجاه التشخيص, فمثلا هناك فرق بين الوشوشة والطنين؛ حيث إن الأول منخفض النغمة ( خشن )، والأخير مرتفع النغمة ( حاد ), ولكل منهما مجموعة من الأمراض مرتبطة بهما، أيضا لم تحدد فيما إذا كان ثقب غشاء الطبل حديثا أم قديما, كما لم تذكر أخي السائل فيما إذا كان أجري لك تخطيط سمع هوائي وعظمي أم لا لتحديد مدى ( ثقل السمع في الأذن اليسرى )، وفي أي تواتر صوتي يقع هذا النقص في السمع؛ حيث إن الأمراض المختلفة تسبب نقص سمع مختلف في الطبيعة والتواتر ( النغمة ) بحسب المرض.

من المهم جدا التفريق فيما إذا كان مصدر الدوار محيطيا ( الأذن الداخلية )، أم دوارا مركزيا ( العصب الدهليزي، وهو عصب التوازن, وجذع الدماغ والمخيخ ), وهناك طرق سريرية لهذا بالفحص السريري؛ حيث إنه في الدوار المحيطي، وعند تكرار تحريك الرأس للوضعية المحرضة للدوار، ومع التكرار تنقص شدة الدوار.

أما في الدوار المركزي فهي تبقى على نفس الشدة بدون نقص.

البداية المفاجئة والوعي بنوبات الدوار يكون عادة بسبب مرض في الأذن الداخلية، وخاصة عند وجود فقدان في السمع أو ضغط في الأذن أو طنين, بينما البداية التدريجية للأعراض تكون شائعة في أمراض الجهاز العصبي المركزي والقلب، أو في وجود مرض جهازي.

نوبات الدوار الحقيقية التي تستمر لثوان، وتكون مصحوبة بتغيرات بوضع الرأس، والجسم يحتمل أن يكون بسبب دوار الوضعة الانتيابي السليم والدوار الذي يستغرق ساعات أو أياما ويترافق مع ( وشوشة وليس طنينا ) ونقص في السمع يحتمل أن يكون بسبب مرض مينير؛ حيث يسببه ارتفاع في ضغط السائل اللمفي للأذن الداخلية لطرف واحد.

وفي الأسباب العصبية المركزية المتعلقة بالمخيخ تصاب أجهزة أخرى من ترنح في المشية حتى خارج النوب واضطراب في الحركات الدقيقة للأصابع واللسان -والحمد لله- لم تذكر أيا من هذه الأعراض، فالأغلب أن السبب لديك محيطي، ولكن هذا لا يمنع من ضرورة الفحص العصبي الجيد وإجراء التصوير الشعاعي.

وعلى هذا فلا بد من إعادة التقييم الشامل حيث إن مبحث الدوار واسع جدًا، والاحتمالات أكثر من أن يحتملها رد برسالة واحدة.

فلا بد من إجراء ما يلي:
1- فحص عصبي دقيق لحركات الجسم، وتحريض العصب الدهليزي ( عصب التوازن ) ( بالهواء الساخن، أو البارد في مجرى السمع )، وبتغيير الوضعية المتكررة للمريض للوضعية المحرضة للدوار لمعرفة شدة استجابته على التحريض المتكرر.

2- تخطيط سمع هوائي وعظمي لتحديد مدى نقص السمع إن وجد، وفيما إذا كان نقص سمع توصيلي ( في الأذن الوسطى ) أم نقص سمع حسي عصبي ( في الطريق العصبي أو في الدماغ ).

3- تصوير الرأس بالرنين المغناطيسي النووي لدراسة الطريق العصبي للعصب السمعي والدهليزي ( عصب التوازن ), وكذلك لدراسة الدماغ، وخاصة جذع الدماغ والمخيخ، ولتحديد فيما إذا كان هناك كتلة تشغل حيزاً، وتضغط على التراكيب العصبية - لا قدر الله -.

4- متابعة الأدوية من بيتاسيرك وفاستور ( موسعات وعائية دماغية ), بالإضافة لفوغالين ( مضاد إقياء ), وأنصح بإضافة مهدئ مثل الفاليوم ( بوصفة طبية ) حيث إنه يساعد كثيرا على تهدئة الدوار، ويمكن أيضا إعطاء إبر فيتامين الـ( بـ كومبلكس ) إبرة كل يومين؛ حيث إنها تساعد على الترميم العصبي لأعصاب التوازن ريثما يتم استكمال التشخيص.

لك مني كل الدعاء بالشفاء التام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً