الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في مفاصل القدم إلى المبايض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا كثيرا، وكثر من أمثالكم، وجعل أعمالكم خالصة لله تعالى آمين.

أنا عمري 26 سنة، وزني من 58 إلى 60، لا أعلم بالضبط، طولي تقريبا 160 أو أكثر قليلا، متزوجة منذ سنتين ونصف، ليس عندي أولاد.

كنت أمارس الرياضة، وأتنزه كثيرا مع أسرتي منذ الصغر وحتى بلغت تقريبا 15 سنة، ثم قل الأمر قليلا في الثانوية، ثم قل أكثر في الجامعة، حتى أصبحت لا أمارس الرياضة إلا مرة مثلا في الأسبوع وتكون خفيفة، ثم ندر الأمر جدا جدا مع الدراسات العليا والعمل.

مشكلتي: آلام بمفاصل القدم كلها، وصعود الألم إلى المبايض وقت الدورة الشهرية، لقد بدأ الأمر معي قبل ثمان سنوات ونصف ولكني لم أكترث له، كنت أقف كثيرا على محطة الحافلة من ساعة إلى ساعتين، بدأت أشعر بعد هذا الوقوف المستمر بألم في ركبتي، ويظهر كثيرا عندما كنت أقوم ببعض أعمال المنزل واقفة أيضا ولو لنصف ساعة فقط، ولا يذهب هذا الألم إلا بعد وضع غطاء سميك على ركبتي وتدفئتها تماما، وعدم تعرضها للهواء البارد لفترة طويلة، هكذا مكثت سنين على هذا الحال.

ثم تطور الأمر تقريبا بعد أربع سنوات، فنزل الألم إلى مفصل القدم بعد نصف سنة أو أقل من التحاقي بالعمل، وكان يظهر بعد المشي الكثير وصعود السلالم الكثيرة، مع ألم الركبة في آنٍ واحد، وأيضا لا يهدأ إلا بعد لبس جورب سميك لتدفئة المفصل، ومع ألم المفصل تفاقم الأمر فأصبحت أعجز عن المشي الطبيعي مع وجود الألم؛ لدرجة أني لكي أمشي لا أرفع قدمي وأضعها كالمشي الطبيعي، بل أقدم القدم اليمنى زاحفة ثم اليسرى زاحفة دون رفعهما من الأرض، مع ألم رهيب بالمفصل لا يكاد يصدق! عجوز في سن مبكر جدا!

ثم تطور الأمر فصعد الألم إلى المفصل الموجود بأعلى القدمين والقريب من البطن، مع ألم شديد جدا لا أستطيع معه الاعتماد في المشي على المفصل، بل أكون كالعرجاء تماما، ثم تطور الأمر حتى أصبحت الدورة تأتيني فيأتي أحيانا قليلة معها ألم بالمبايض، وينزل الألم على مفصل القدم القريب منه، والحالة بعدها يُرثى لها.

وأما في الوقت الحالي وبعد تركي للعمل أصبح المشي قليلا، وآلام الركبة والقدم لا تأتي إلا مع المشي الكثير والسريع أو مع تعرضهما مباشرة للهواء بملابس خفيفة أو بدون ملابس عليهما، أو مع عمل رياضة قاسية.

والرياضة التي أقوم بها دون إعداد الجسم وتسخينه يأتي بعدها ألم في كل منطقة بجسمي استخدمتها في الرياضة، وخصوصا عضلات رجلي الخلفية بطول الرجل كلها، ولا يقف إلا بعد يومين، وكذلك لو حملت شيئا في يدي ثقيلا بعدها مباشرة يأتيني ألم في مفصل الكوع وألم في الذراع كله وكأن أحدا يقطعه، وأما آلام المفصل العلوي فتأتي مع الدورة غالبا، وبدونها قليلاً.

والحمد لله على نعمته فقد أخذ قليلا وأعطى كثيرا، ولكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ yo soy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونرجو من الله أن يمن عليك بالشفاء والعافية.
لم تذكري إن كنت راجعت أي طبيب خلال كل هذه السنوات من المعاناة، فأنت تعانين كما قلت منذ أكثر من 8 سنوات، ولم تعرضي نفسك على أي طبيب ليقوم بفحص المفاصل، ومعرفة سبب هذه الآلام، إن كان فقط من الإجهاد على المفاصل في صعود ونزول، أو وقوف طويل أو إجهاد في وضعيات معينة؛ فقد يحصل ما يسمى بآلام زيادة الجهد على المفاصل overuse.

وبالفحص الطبي يكون هناك آلام في المفصل في أماكن معينة، ولا يكون هناك زيادة في درجة حرارة المفصل، وقد يكون هناك تورم في المفاصل، ويستطيع الطبيب بالفحص الطبي للمفاصل والأربطة حول المفاصل معرفة إن كان هناك أي سبب آخر.

واضح من قصتك وبعد تحسن الأعراض، مع قلة الوقفة والحركة والصعود، وحصول الألم فقط عند المشي؛ فهذا يدل على أن المشكلة ليست التهابا في المفاصل؛ لأن آلام التهاب المفاصل تكون في الصباح ومع قلة الحركة، وتخف مع الحركة، وأما الآلام التي تزيد مع الحركة والمشي فتكون بسبب إجهاد على المفاصل.

وعلى كل حال: فإن تحسن الأعراض مع قلة الحركة لا يعني أن نتوقف عن المشي، وإنما يمكن تجنب المشي السريع دون تسخين، ونبدأ بالمشي تدريجيا مع لبس حذاء مناسب، فقد يكون الحذاء غير مريح أو أن هناك انحرافا في القدم يؤدي إلى ضغط على أجزاء من القدم أو لبس الكعب العالي؛ فإن هذا يؤدي إلى آلام في مشط القدم، وآلام الركبة والظهر.

من ناحية أخرى: إن نقص الفيتامين (د) من أحد الأسباب التي تجعل الإنسان يشعر بالألم بشكل أكبر بالمقارنة مع الشخص الآخر الذي يكون عنده الفيتامين (د) طبيعيا؛ ولذا يفضل تناول الفيتايمن د 1000 وحدة يوميا وبشكل مستمر.

عليك بلبس حذاء طبي إن أمكن عند المشي، إن استمر الألم فيجب أن تراجعي طبيبا مختصا في العظام؛ للفحص الطبي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً