الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر برهبة عند إمامة الناس.. فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير على ما تقومون به من خدمة الإسلام والمسلمين في هذا الموقع المبارك.

رزقني الله صوتا جميلا في القرآن الكريم، وأنا أحب إمامة الناس في الصلاة، ولكني عندما أكبر للصلاة أعاني من صعوبة في بداية سورة الفاتحة (الحمد لله رب العالمين)، حتى أني قد أقف دقيقتين قبل أن أنطلق في القراءة، والناس خلفي ينتظرون، وحالي يكون مثل ما قال الله تعالى عن موسى -عليه السلام-: (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني).

قد تكون الرهبة عندي بعض الأحيان، وتتسارع دقات قلبي قبل الصلاة رهبة من الإمامة، ولكن في كثير من الأحيان لا أكون متوترا ولا توجد رهبة.

منذ صغري وأنا أعاني من صعوبة نطق بعض الحروف في بعض الأوقات، علما بأن والدي أيضا لديه نفس المشكلة.

أنا محتار في تحديد نوع مشكلتي وعلاجها، هل هي الرهبة أم التأتأة؟

جربت أن أعالج نفسي بإرسال رسائل إيجابية لذهني قبل الإمامة، بأن أقول في نفسي أني سوف أنجح هذه المرة ووو...الخ، وجربت أيضا بعض الأدوية الشعبية لعلاج التأتأة ولكن لم يحدث تحسن.

أرجو من الله ثم منكم تحديد نوع مشكلتي وعلاجها؛ لأني -إن شاء الله- سوف أحصل على وظيفة الإمامة قريبا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بسيطة جدًّا ونسميها بقلق الأداء، أي أنك تكون في موقف معين يتطلب تحضيرًا ذهنيًا معينًا، ونسبة لما تعاني منه من تأتأة بسيطة في الماضي وشيء من الرهبة التي تأتيك في هذا الموقف العظيم، موقف الإمامة بالناس، هنا يحدث لك هذا الذي تعاني منه، وهو نوع من قلق الأداء.

أخي: كن أكثر ثقة في نفسك، فأنت صاحب مقدرات، مقدراتك واضحة جدًّا، أرسل رسائل إيجابية دائمًا لذهنك، وأنا متأكد تمامًا أن الناس قد وثقوا في مقدراتك لذا أصبحوا يقدمونك للصلاة، وهذا يجب أن يكون حافزًا عظيمًا لك.

أنصحك أيها الفاضل الكريم بأن تُدخل بعض الروابط التي تساعدك في التخلص من الصعوبة التي تواجهك في بداية سورة الفاتحة، بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح -واجعله قصيرًا- أغمض عينيك قليلاً، مجرد لمحة عين أغمض عينك ثم ابدأ قراءة سورة الفاتحة، هذا ربط نفسي سلوكي يعالج مثل هذه الصعوبات البسيطة.

أيها الفاضل الكريم: لا بأس أيضًا أن تتناول أحد الأدوية، فهنالك أدوية ممتازة جدًّا وسهلة جدًّا وغير إدمانية، تفرج -إن شاء الله تعالى- ما بك من عدم انسيابية في بدايات القراءة -أي قراءة القرآن الكريم-.

أنا أعتقد أن عقار (زولفت) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) سيكون دواء جميلاً وفاعلاً بالنسبة لك، وأنت تحتاج له لفترة قصيرة، ابدأ بنصف حبة -خمسة وعشرين مليجرامًا- تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

ولا مانع أبدًا من أن تدعم السيرترالين بعقار إندرال، عشرة مليجراما فقط في الصباح لمدة شهر ثم تتوقف عنه، لكن يجب أن تواصل الزولفت كما ذكرت لك.

أخي الكريم: تمارين الاسترخاء ذات فائدة عظيمة جدًّا، ارجع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم: (2136015) وحاول أن تطبق ما بها من إرشاد، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أنا تحدثت لك عن الربط الذي يمكن أن تقوم به، وهو غمض العين مع مجرد بداية سورة الفاتحة، هذا ربط جميل جدًّا، وهنالك ربط آخر هو تمارين التنفس، يمكن أن تقوم بشهيق بسيط، املأ صدرك بالهواء ثم ابدأ في القراءة وتوكل على الله.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق عبدالله احمد من العراق

    فتح الله عليك فولدي الصغيريعاني من صعوبة نطق احياناوقدانتفعت باذن الله تعالي من هذه التوجيهات فجزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً