الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي عدم انتظام الدورة الشهرية خاصة عندما أطهر

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من عدم انتظام الدورة الشهرية خاصة عندما أطهر، لا أعرف كيف علامة طهري؟ ماذا أفعل؟ ومرة استخدمت كريم أكرتين ونزل مني دم بعد الطهر، ومرة استخدمت حبوب زيت السمك ولم أطهر إلا في اليوم الرابع عشر، أيضا أريد كريما أو محلولا مقشرا لا يسبب اضطراب الدورة، أحتاجها بشكل ضروري، وأريد موقعا طبيا يكون مفتوحا على مدار اليوم، موقعكم رائع لكنه يستقبل عددا محدودا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كان قد مر على البلوغ عندك أكثر من ثلاث سنوات، ومع ذلك ما تزال الدورة عندك مضطربة بهذا الشكل، فهذا يدل على احتمال وجود اضطراب هرموني في جسمك، ولذلك فإنه يجب عمل تقييم جيد للحالة عندك، وهذا التقييم يجب أن يبدأ بفحص لكامل الجسم مع التركيز على الغدة الدرقية للتأكد من عدم وجود ضخامة فيها، وعلى الثدي للتأكد من عدم وجود إدرار للحليب، وكذلك لملاحظة أي علامات لارتفاع هرمون الذكورة، مثل: الشعر الزائد في أماكن غير مألوفة، حب الشباب، السمنة في الجذع، وغير ذلك، فهذا قد يشير إلى وجود حالة تكيس في المبايض –لا قدر الله-، ثم بعد ذلك يجب عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين للتأكد من عدم وجود كيس أو تكيسات أو ألياف -لا قدر الله-.

ويجب عمل تحاليل هرمونية أساسية وهامة، وهي:

LH- FSH- TOTAL AND FREE TESTOSTERON- PROLACTIN- TSH -FREE T3- T4-DHEAS

ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من نزول الدورة الشهرية، وفي الصباح.

فإن تبين وجود سبب مثل اضطراب الغدة الدرقية، أو ارتفاع هرمون الحليب، أو تكيس المبايض، فبعلاج هذا السبب ستصبح الدورة منتظمة -بإذن الله تعالى-، أما إن لم يتبين وجود أي سبب، وكان الفحص والتصوير والتحاليل كلها سليمة، فهنا يمكن إعطاؤك حبوبا لتنظيم الدورة مثل حبوب (برجليتون) لمدة 6 أشهر.

إن الكريمات المقشرة أو المكملات الغذائية مثل زيت السمك لا تؤدي إلى حدوث اضطراب في الدورة الشهرية، وما حدث معك هو مجرد مصادفة ليس إلا، ويمكنك استخدام ذات الكريمات التي اعتدت على استخدامها في الوقت نفسه مع تناول علاج تنظيم الدورة، ولا ضرر في ذلك -إن شاء الله-.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتورة رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
وتليها إجابة الشيخ موافي عزب، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

وبخصوص ما ورد برسالتك - ابنتي الكريمة الفاضلة – من أنك تعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية خاصة عند الطهر، أقول لك: إن هذه الحالة ليست خاصة بك، وإنما هناك عدد كبير من النساء والبنات يعانين من ذات المشكلة، ولعل السبب في ذلك – كما ذكرت الأخت الطبيبة – قد يكون اضطرابًا في الغدة الدرقية أو غيرها، وقد يكون لطبيعة ونمط الحياة أثرًا في ذلك أيضًا، كنوع الأكل الذي نأكله والنشاط الذي نمارسه، مما يؤدي إلى وجود هذا الاضطراب.

ولكن عمومًا الدورة لا تزيد مطلقًا عن خمسة عشر يومًا، فإن الشهر ينقسم إلى قسمين، نصف طهر ونصف حيض، عند أي امرأة في العالم لا تزيد الدورة مطلقًا عن خمسة عشر يومًا، فإن زادت عن هذا القدر يكون ما زاد استحاضة وليس حيضًا، وهذا أمر لا خلاف فيه.

تقولين بأنك لا تعرفين علامة طهرك، أقول لك: إن الطهر يكون بعلامة من علامتين: إما بالجفوف – أي جفاف المحل تمامًا – وإما بنزول القصة البيضاء، وهي سائل أبيض ينزل بعد نهاية الدورة، ومعظم النساء هذا حالهم، إما بالعلامة الأولى أو العلامة الثانية، فإذا رأيت علامة من العلامتين معنى ذلك أنك قد طهرتِ. وإذا لم تري أي علامة حتى وصل العدد إلى خمسة عشر يومًا وما زال الدم مستمرًا، فمعنى ذلك أن ما زاد عن خمسة عشر يومًا يكون استحاضة.

تقولين أن الدم يظهر منك بعد الطهر؟ نقول: إذا رأيت علامة الطهر فأي دمٍ ينزل بعد ذلك يكون استحاضة ولا يكون حيضًا، وكذلك الكدرة والصُّفرة بعد نهاية الدورة لا تعتبر شيئًا، فما دمت قد رأيت علامة الطُّهر فلا تلتفتي إلى هذه الأشياء التي تنزل منك بعد ذلك، وإنما كما ذكرت إما أن تكون استحاضة أو غير ذلك، وهذه تحتاج إلى مراجعة الطبيبة المتخصصة التي تبيِّن لك، كما بيّنت الأخت الطبيبة أيضًا هذه الأمور التي تحدث معك.

حاولي أن تأخذي بكلام الأخت الطبيبة، لأن فيه حل لمشكلتك ووقوف على الأسباب المؤدية إليها، وكما ذكرت لك فإن معظم النساء والفتيات عندهنَّ هذا الاضطراب خاصة في هذه الأزمنة، وهناك أناس شاء الله تبارك وتعالى أن يجعل لهم عادة معينة للدورة، ويعرفونها بالأيام، أو يعرفونها أيضًا بلون الدم وريح الدم، فإن هذا أيضًا وسيلة بها نميز دم الدورة عن غيره، فإن دم الدورة يختلف في لونه ورائحته عن دم الاستحاضة، لأن دم الاستحاضة يكون أشبه بالدم العادي الذي يخرج من الجروح، أما دم الحيض فيكون أسود قانيا، مائلا للسواد، ورائحته كريهة كما ورد في كلام أهل العلم.

إذًا عليك - ابنتي الكريمة الفاضلة – بالأخذ بنصيحة الأخت الطبيبة، واعلمي أن الدورة لا تزيد مطلقًا عن خمسة عشر يومًا، وأن علامة الطهر كما ذكرت، وأنك إذا رأيت أي شيء بعد علامة الطهر لا تلتفتي إليه، وإنما هو استحاضة، بمعنى أنك عليك أن تغسلي المحل وأن تصلي، ولكن تتوضئي لكل صلاة كما ورد من كلام أهل العلم.

أسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يمتعك بالصحة والعافية، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً