الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا زلت أعاني من آثار ضعف تركيز بعد صدمتي العاطفية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تعرضت لصدمة عاطفية منذ 3 سنوات، وبعدها شعرت أني فقدت التركيز، لا أستطيع التركيز بتلاوة القرآن أو محادثة الآخرين، وأشعر أن بداخلي صوت تشويش مستمر لا يكاد يفارقني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الصدمات العاطفية الشديدة من حيث التغيرات النفسية والسلوكية، هي مثل أن يفقد الإنسان شخصاً عزيزاً عليه، ويمر الإنسان في هذه الحالة بمراحل، مرحلة الصدمة الأولى، ثم مرحلة عدم التصديق، أي كأن الحدث لم يحدث، ثم مرحلة الكدر والحزن والشعور بالمأساة الحقيقة، وهذا قد يستمر لفترة ثلاثة إلى أربعة شهور وفي بعض الناس ربما أكثر، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة التعايش مع الذات، وهو أن يسعى الإنسان إلى أن يتواءم ويتكيف مع وضعه بالرغم مما حدث له من صدمات.

الذي يظهر لي أن هذه المراحل كانت طويلة في حالتك –أي أنها امتدت لفترة أطول مما هو متصور-، لذا ظل معك فقدان التركيز، وهو دليل على القلق والتوتر، وفي ذات الوقت أصبحت مقدراتك الاجتماعية أقل مما كانت عليه، وظهر ذلك جلياً في أنك حين تقدمين على محادثة الآخرين لا تحسين بالكفاءات الذاتية، كما أن شعورك بشيء من الصوت الذي يشوش داخلك، هذا كله دليل القلق.

العلاج -أيتها الفاضلة الكريمة-، يجب أن تتفكري وتتدبري بصورة أكثر إيجابية ومنطقية، هذه الصدمة قد انتهت، وأين كانت هذه الصدمة؟ وأين كان الفقد؟ يجب أن تتعاملي معها من هذا المنطلق، وكما قال تعالى: { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ، وأن تنظري إلى نفسك أنك أنت قد اكتسبت من هذا الذي حصل، لا تنظري إليها كلها بصورة سوداوية، وتجنبي الأخطاء التي حدثت فيما مضى، والصدمات العاطفية يكون فيها ضحية، ويكون فيها معتد، أو قد يكون الخطأ مشتركا بين الاثنين، هذا غالباً الذي يحدث، فانظري للأمور بشيء من المنطق، وخُذي الجوانب الجادة في الحياة، وكوني إنسانة مستبصرة، أنت في عمر فيه بواعث النضوج كثيرة جداً، فيجب أن تستفيدي من ذلك.

وفي ذات الوقت أرى أنه لا مانع من أن تتناولي أحد محسنات المزاج البسيطة مثل عقار سيرترالين Sertraline، والذي يسمى لسترال Lustral، خذي جرعة بسيطة وهي 25 مليجرام، أي نصف حبة، تناوليه ليلاً لمدة 10 أيام، ثم حبة واحدة لمدة شهر تتناولينها ليلاً، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هنالك بعض التدابير التي يجب اتخاذها ليتحسن التركيز لديك:
أولاً: النوم مبكراً.

ثانياً: ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة.

ثالثاً: استفيدي من فترة الصباح الباكرة لأداء أعمالك، وقراءة القرآن هذا وقت جيد جداً فيكون تركيز الإنسان فيه بصورة ممتازة وجيدة، وعليك أيضاً أن تتجنبي النوم في أثناء النهار، وأن تجعلي مزاجك متوازنا، هذا كله سيفيدك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً