الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرتي للحياة سلبية والأسباب مجهولة، فهل من حل لمعاناتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة نفسية لا أعرف كيف أتخلص منها، لم أعد أشعر بمتعة الحياة، أشعر بأن وجودي لا قيمة له، بل بالعكس أحيانا أشعر وكأن كل المشاكل التي تحدث حولي هي بسببي، أشعر بالعجز والكسل والتخدير وآلام في جسدي أجهل سببها، ترتكز شدتها في رأسي وظهري وكأنني أحمل ثقلا عليه، وحينما أشعر بالضيق ﻷمر ما، يأتيني ألم في قلبي وألم غريب في باطن كفي الأيسر، انخفضت ردود فعلي بشكل كبير، لم أعد أغضب أو أحزن أو أفرح على نفس الأشياء كالسابق، أصبحت أكثر صمتا وهدوءا، وذلك ما يجعل من هم حولي ينزعجون من تصرفاتي، لا ينفكون عن سؤالي ماذا بك؟ غير أنني لا أملك الجرأة أن أخبر أحدا أنني أتألم، ولا أستطيع البكاء أمام أحد، أحيانا أشعر بحزن لدرجة الرغبة بالبكاء، لكنني لا أستطيع، فقدت الشهية نوعا ما، أفكر بالانتحار أحيانا، لكن خوفي من الله يردعني عن ذلك، لا أستطيع النوم بسهولة، لكثرة التفكير بكل شيء سيء قد حدث، والتفكير السلبي لما قد يحدث في المستقبل.

كنت أعاني من نفس المشكلة قبل ستة أعوام، واستمرت ما يقارب عاما ونصف العام، لكن المشكلة عادت لي قبل عامين تقريبا تختلف شدتها بين اليوم والآخر، غير أنها اشتدت أعراضها كثيرا قبل يومين.

أرجو منكم المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amani M M حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك مزاج اكتئابي أدى إلى كسل في النفس، وكذلك كسل في الجسد، ومشاعر تشاؤمية وسلبية، ما دام الخوف من الله -تعالى- يمنعك من الانتحار فهذا أمر طيب وداعي الخوف من الله -تعالى- والعيش على الأمل والرجاء منقذ لك ومخرجاً لك من هذه الحالة الاكتئابية.

أنت لم تذكري عمرك لكن أتصور أنك في بدايات سن الشباب، ولذا أود أن أذكرك أنه لديك طاقات كثيرة، طاقات نفسية وطاقات جسدية، ربما تكون حبيسة في داخل نفسك، أخرجيها، دعيها تكون محركا لك ليتغير مزاجك (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فالسعي نحو التغيير هو المبدأ الرئيسي.

فكل فكرة سلبية ذكرتها في رسالتك توجد فكرة إيجابية تقابلها، فبشيء من التدبر والتأمل يمكنك أن تغرسي الأفكار الإيجابية، نحن دائماً ننصح بحسن إدارة الوقت؛ لأن حُسن إدارة الوقت تعني حُسن إدارة الحياة، والإنجاز والأفعال حتى وإن كانت بسيطة تغير من مشاعر الإنسان، وكذلك أفكاره، لتصبح المشاعر إيجابية، وكذلك الأفكار، فإذاً اعتمدي على حسن إدارة الوقت وابدئي دائماً بالبكور، ابدئي في الصباح، ما هي الواجبات التي يجب أن تقومي بها؟ ما هي مشاركاتك في شؤون الأسرة؟ ما هو الشيء الطيب والجميل الذي يمكن أن تقدميه لنفسك؟ ما هي إطلاعاتك وقراءتك؟ أشياء طيبة وجميلة جداً في الحياة، لو تثبتي منها وقمتي بعملية التغيير في أفكارك، أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيراً، تواصلي أيضاً مع الصالحات من الفتيات فهذا فيه خير كثير جداً، و-الحمدلله تعالى - بلادك بها مراكز لتحفيظ القرآن، وحضور هذه الحلق القرآنية سيعطي دعماً ودافعاً نفسياً إيجابياً، وفي ذات الوقت يطور مهارات الإنسان، ويؤدي إلى النضوج الاجتماعي وإلى النضوج العاطفي، والقرآن يفرج الكرب ويفتح للإنسان آفاقا جديدة في حياته، من حيث طريقة التفكير، من حيث اكتساب المعارف، فاجعلي لنفسك نصيباً من هذا، لا مانع قطعاً من أن تتناولي أحد الأدوية المحسنة للمزاج، وأعتقد أنه سيكون من الأفضل أن تقابلي طبيب نفسي لأنك لم تذكري عمرك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً