الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الخطوات العملية لتحديد الأهداف وتحقيقها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية أود أن أشكركم على موقعكم الطيب النافع، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا أقرأ كثيرا،ً وأبحث في الأهداف، وتحديدا الأهداف، فأنا أعرف أنه لا قيمة لحياة الإنسان بلا أهداف، ولكن لا أعرف كيف أبدأ؟ أريد خطوات عملية ترشدوني بها.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير.

وقطعاً هذا السؤال من الأهمية بمكان، والمسلم والمسلمة لا بد أن يدرك أولاً أنه خلق لغاية (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون)، فهدف الحياة الأكبر وغاية الحياة الكبرى هي العبادة لله -تبارك وتعالى-، ثم أن هذا الإنسان في سعيه في هذه الحياة له أهداف في الناحية العبادية وفي الناحية العملية في النمط الذي يريد أن يعيش فيها في حياته، والذي ليس له هدف لا يمكن أن يصل، والإنسان يمكن أن تكون له أهداف قريبة وأهداف بعيدة، أهداف قريبة: كأن يريد أن يحقق في جانب العبادة ما يلي: حفظ القرآن الآتي، في الناحية العلمية ويحقق ما يلي، وفي الناحية الأسرية وضع الأهداف، ودائماً هذه الأهداف عندما يضعها الإنسان، لأن الذي ليس عنده هدف لا يصل، قال الطفل لأهله: أين الطريق؟ قالوا: أين تريد؟ قال: ما أدري. قالوا: كيف تصل؟

فإذا كان الإنسان لا يدري ماذا يريد فلن يصل إلى نتيجة، ولن يصل إلى شيء، فعندما يحدد الشخص الأهداف التي يريد أن يحققها لا بد أن يراعي بعض الأمور:

الأمر الأول: لا بد أن يراعي إمكانياته الذاتية، فلا يكلف نفسه فوق طاقتها.

الأمر الثاني: لا بد أن يكون هذا الهدف له خطوات نصل إليه.

الأمر الثالث: لا بد أن يراعي الظرف الذي حوله، فيضع هناك مسافات حرة -يستطيع أن يتصرف خلالها-، فالإنسان لا يملك تقدير أموره كاملة، لأن هناك عوامل أسرية واجتماعية وأشياء وتداخلات تؤثر.

الأمر الرابع: أن يهنئ نفسه على كل نجاح، ويظهر الفرح، ويشكر الله عليه.

قد يضع الإنسان أهدافا، ثم يحقق 10% من أهدافه، أو من الهدف الذي يريده، فعند ذلك لا ينبغي أن يصاب بالإحباط، بل يشجع نفسه على تدارك جوانب أخرى، ثم يمضي، فتصبح عشرة على عشرين، ثم تصبح ثلاثين، ثم تصبح سبعين، حتى يصل -بإذن الله-، إلى مئة في المئة في تحقيق أهدافه.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يعيننا على تحقيق الغاية التي خلقنا لأجلها، والمسلمة لها أهداف في عبادتها، أهداف في دعوتها، تقول هذه السنة أحاول أن أقدم النصيحة لضيوفنا غير المسلمين الموجودات معنا، أقدم نصيحة لاثنين أو ثلاثة أو خمسة تدخلهم في الدين، تريد أن تحفظ عشرة أجزاء من كتاب الله، تريد أن تقرأ كذا كتاب في التربية، تريد أن تضاعف من عبادتها وطاعتها لله -تبارك وتعالى-، تزيد في النوافل، تبدأ تضع أهداف من أجل أن تصل إليها، ونسأل الله أن يعينك على الخير وأن يلهمك السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً