الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أغار من أخي الصغير لأنه أوسم وأذكى مني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أغار من أخي الصغير؛ لأنه أوسم وأذكى مني، ومحبوب بين الناس، وهذا جعل عندي حالة اكتئاب، ورهاباً اجتماعياً وانعزالاً عن الناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أعلم أخي الكريم أن الله سبحانه وتعالى قسم الأرزاق، وفضل بعضنا على بعض في الرزق لحكمة يعلمها هو، وهو أعلم بأنفسنا، فالواجب علينا أن نقنع بما قسمه الله لنا من النعم، وأن نجتهد ونتطلع إلى ما هو أفضل دون التأثر بما يملكه الآخرون؛ وبهذا يرتاح القلب وتطمئن النفس.

إذا أحببنا الخير للآخرين كما نحبه لأنفسنا نكون قد حققنا شرط الإيمان كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري ومسلم.

حب الخير للآخرين ومساعدتهم في جميع مناحي الحياة، بل وإعطاؤهم ما عندنا من معارف ومعلومات يكون سبباً في تفوقنا، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، فحسبنا إذا كان المكافئ هو رب العالمين، وحسبنا إذا كان المعطي هو رب العالمين؛ لأن ما عنده لن ينفد، وخزائنه مليئة بكل ما نحتاجه، وهو العدل لا يظلم أحد.

لا تقارن نفسك أخي الكريم بالآخرين في أمور الدنيا، ولا تنزعج بما يملكونه من قدرات وإمكانيات، فهذه وهبها الله لهم، وهو القادر على أن يهبك أكثر وأفضل، فالطالب يطلب منه لا من الآخرين، ولا بطريقة التفكير التي تستخدمها.

ينبغي عليك أن تقارن نفسك بالآخرين في أمور الدين، فهذه هي المنافسة المحمودة، كما قال الله تعالى:{ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}، ركز أخي الكريم على ما عندك من قدرات وإمكانيات، وحاول تفجيرها واستخدامها بالطريقة المثلى، وليكن همك هو نجاحك وتفوقك لنفسك ولمستقبلك لا للآخرين، وما قسمه الله لك من خير سيأتيك، وتمنى الخير للآخرين يأتيك إن شاء الله مضاعفا.

حاول أن تبدل هذه الغيرة تجاه أخيك إلى افتخار تفتخر به؛ لأنه جزء لا يتجزأ منك، وإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس، ويمكنك أن تجذب الناس بصفات أخرى غير التي يمتكلها أخوك، فلا تحقر ما عندك من قدرات وإمكانيات وصفات محمودة، وليكن همك هو إرضاء الله تعالي وليس إرضاء الناس؛ لأنك بالله ستكون أقوى، وبالله ستكون أذكى، وبالله ستكون أجمل، فمعيار التقوى أخي الكريم هو المعيار الأساسي للمقارنة بين الخلائق ليس المظهر ولا الذكاء.

نوصيك في الختام بالمداومة على الصلوات، وتلاوة القرآن؛ لأنه شفاءٌ لما في الصدور.

وفقك الله إلى ما فيه صلاح دينك ودنياك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً