الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أقرأ في الفصل أعاني بشدة من التأتأة!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من التأتأة أو التعلثم في الكلام، بدأت هذه المشكلة تقريباً في بداية الصف الرابع الابتدائي، واستمرت معي إلى الصف الخامس الابتدائي (الفصل الأول)، وبعدها أرسلني معلم اللغة العربية إلى الاستشاري النفسي في المدرسة، وبدأت أجلس مع الاستشاري إلى أن ذهبت هذه المشكلة، ولله الحمد، وعند دخولي للصف الأول المتوسط بدأت المشكلة بالرجوع بالتدرج، واستمرَّت معي إلى هذه اللحظة.

أنا الآن في أول سنة في الجامعة، وبعمر 19 سنة، أكثر ما كان يفقد أملي في العلاج كثرة المحبطين، وهؤلاء الناس الذين يضحكون علي، وعند قراءتي لموضوعٍ بالفصل بصوتٍ عالٍ تبدأ التأتأة، ويبدأ ضحك الناس علي.

عندما أسمع المعلم يقول لي اقرأ يا عبد الرحمن أبدأ بالتعرق والخوف والارتباك، بل أحياناً أتغيب عن المدرسة بسبب التأتأة أو بسبب حصة قرآن أو مطالعة، وكنت أذهب لهؤلاء المعلمين، وأشرح لهم حالتي، ويتفهمون وضعي، وتسير الأمور لكن كنت أعيش بخوف بسبب هذه التأتأة، وعندما أقرأ بالفصل أشعر أن الطلاب يحاولون أن يجدوا علي أي خطأ، وهنا أبدأ بالتأتأة، لكن عندما أقرأ عند المعلم لوحدي تخف هذه التأتأة، ولكنها باقية، وعند قراءتي لوحدي تذهب التأتأة، وأقرأ بكل طلاقة.

علما أنني أحب القراءة بشكل كبير لكن مشكلتي التأتأة، ولا أدري هل هو رهاب اجتماعي؟! لأني مقبل على الجامعة، ولا أريد التأتأة أن تؤثر على دراستي.

علما أني مجتهد في دراستي، ودائماً أحصل على العلامات العليا، وأخيراً أتمنى من موقعكم الجميل تشخيص حالتي، وإعطائي العلاج المناسب، وأين أجد العلاج السلوكي بالرياض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوع التأتأة الذي تعاني منها إن شاء الله هي بسيطة، ومن النوع الذي يمكن أن يزول، ويمكن علاجه، حيث أن لديك تجارب إيجابية جداً مع العلاج.

أيها الفاضل الكريم، نسبة لأنك في عمر أصبح مستوى الإدراك لديك أوسع وأكبر، وهذا يجعلك تكون أكثر تحسساً وحساسية حول مشاعر الآخرين نحوك، فأنت تحس بتعليقاتهم السلبية المحبطة بصورة مضخمة ومجسمة، وهذا قطعاً أدى إلى نوع من الخوف الاجتماعي من جانبك.

العلاج أيها الفاضل الكريم: أنت تحتاج لمساندة من المعالجين، وأفضل مساند لك هو الطبيب النفسي، وإمام مسجدك، كلاهما سوف يفيدك كثيراً، فالطبيب النفسي سوف يقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء، وسوف يصرف لك أحد الأدوية المضادة للخوف الاجتماعي، والتي تفيد جداً في علاج التأتأة، مثل عقار زولفت أو زيروكسات، مع جرعة صغيرة جداً من عقار يسمى زيبركسا.

إمام المسجد قطعاً سوف يفيدك في التدرب على مخارج الحروف، والقراءة بصورةٍ صحيحة، ومن المهم جداً أيضاً أن تتعلم أن تربط بين التنفس وبين الحديث والكلام في أي موقف.

اقرأ عن تمارين الاسترخاء، هنالك استشارة أعدتها إسلام ويب تحت رقم (2136015) فيها الكثير من التفاصيل حول تمارين الاسترخاء.

من المهم جداً أن تتجاهل ما يقوله الآخرون عنك، وعليك أن تدعو بما دعا به سيدنا موسى عليه السلام (ربي اشرح لي صدري واحلل العقدة من لساني).

مارس الرياضة الجماعية لتعطيك نوعا من الطلاقة والانطلاق في الحديث، وحضور حلقات القرآن أيضاً مهم جداً، حاول أن لا تراقب نفسك في أثناء الكلام هذا مهم، قم بتمارين شخصية في المنزل، وذلك بأن تتحدث بصوت مرتفع يمكنك أن تقرأ مواضيع أو تقول من مخيلتك وتقوم بتسجيل ما تتحدث عنه، ثم تستمع بعد ذلك لأدائك، هذا يعطيك ثقة كبيرة في نفسك، وفي نفس الوقت يعطيك المجال لأن تحسن من أدائك.

هذه هي العلاجات الرئيسية لمثل حالتك هذه، وأعتقد أنها ليست من الحالات الصعبة.

بالنسبة للعلاج السلوكي والدوائي يتم من خلال مقابلة أحد الأطباء النفسيين، وهم كثير جداً في مدينة الرياض.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا. نسال الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً