الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بشيء في المريء مع وانتفاخ وقرقرة البطن، فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معاناتي بدأت بالحرقة والغثيان الشديد، وعدم القدرة على الأكل، وزني نزل، وقد أجريت تحليل، وتبين أن عندي التهابا في المعدة، وقد استعملت أدوية وخففت عني الغثيان والحرقة.

والآن أعاني من القرقرة وسط البطن، والارتجاع المريئي، وأحس بالانتفاخ في وسط المعدة، وأحس بضيقة وكأن شيئا على صدري، وقد أجريت أشعة لصدري وكانت سليمة، وأشعة تلفزيونية لبطني وكانت سليمة.

لكن الذي يضايقني إحساسي بشيء في المريء، والضيقة والانتفاخ.

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على أن فحص الصدر والبطن سليمان، ويبدو أنك تعاني من ارتجاع مريئي، مع غازات في البطن.

الارتجاع المريئي: ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة، وصعوبة البلع، مع شعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتعطي أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي:

- تناول الأطعمة الحارة: كالفلفل والبهار والشطة.
- وكذلك الأطعمة الحامضة: كالليمون والبندورة المطبوخة.
- والأطعمة المقلية والدهون.
- البصل والنعناع، والشوكولاتة.
- القهوة والشاي والكحول، والمشروبات الغازية.

التشخيص: يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي، الذي يظهر ضعفا وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة.

العلاج:
- يعتمد على الحمية أولا.
- محاولة تخفيف الوزن.
- الابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا، أو التخفيف منها قدر الإمكان.
- عدم النوم بعد الطعام مباشرة.
- عدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام.
- التخفيف من حجم الوجبة الغذائية، والاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين.
- وضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.

المعالجة الدوائية: أفضل الأدوية حاليا هي ما تسمى: (مثبطة مضخة البروتين)، مثل: البارييت، والاوميبرازول، والنكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي.

والعلاج الجراحي: يمكن أن يتم بالمنظار، وتتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة؛ لأنها بالتنظير وليست بالتداخل الجراحي.

بالنسبة لغازات البطن: تنتج من زيادة تقلصات في القولون، وللتخلص منها يفضل اتباع حمية معينة للتخفيف من هذه الغازات.

- ينصح بالابتعاد عن الأطعمة الحارة: كالفلفل والبهار والشطة، والبصل والثوم.

- وكذلك التخفيف من الأطعمة الحامضة.

- والتخفيف من تناول الأشربة الغازية (بيبسي، سفن أب, ..........)، وما شابه.

- من الأطعمة المساعدة على تخفيف غازات القولون: الكمون ويمكن إضافته مع الأطعمة، أو رش المطحون منه على الطعام.

ويمكن استعمال الأدوية التالية عند اللزوم:

- duspatalin حبة مرتين إلى ثلاث مرات يوميا.

- disflatyl حبة بعد الطعام تمضغ مضغا مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، ويمكن تناولها عند اللزوم حتى بدون طعام.

ولا ننسى المقولة المأثورة (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع)، وكذلك نصيحته -عليه الصلاة والسلام- بعدم إدخال الطعام على الطعام.

واذا لم يتم التحسن؛ فالأفضل المتابعة مع طبيبك لإجراء بعض التحاليل والدراسة اللازمة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً