الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استفدت كثيرا من علاج القلق، فهل يمكن تقليل الفترة الوقائية دون وقوع انتكاسة؟

السؤال

دكتور محمد: ألف تحية لك ولكل من يعمل معك في هذا الموقع الرائع.

مرة أخرى أنقذتني من كابوس القلق الذي هدد حياتي، وأبشرك: أنا حاليا بصحة جيدة جدا، وهذا بفضل الله ثم بفضل علمكم.

منذ ثلاثة أشهر وأنا أتناول الجرعة الوقائية 50 من الزولفت، والإيجابية التي حصلت لي هي أني أصبحت أقدم برنامجا في إذاعة محلية لمدينتي يتناول قضايا عامة اقتصادية وحقق نجاحا، ولي في القنوات الفضائية كثير من اللقاءات، بعدما كنت سابقا لا أستطيع أن أقوم بلقطة أو صورة بسيطة.

سؤالي: هل يمكن تقليل الفترة الوقائية إلى أقل من سنة، وما هو الضامن لعدم حصول انتكاسة؟ لا بد أن أذكر من تحسن الحالة: عدم الاستجابة، وعدم الانهزام، والمواجهة، وأيضا عامل الزمن جدا مهم وقد جربته؛ لأن قلقي ناتج من خوف من المستقبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك باسم جميع العاملين في إسلام ويب، ونحن سعداء قطعاً بهذه الأخبار الطيبة والجميلة التي أطلعتنا عليها، نحن الآن نحس بالرضا التام بفضل من الله تعالى؛ لأن نجاحك يعتبر نجاحا لنا أيضاً.

أيها -الفاضل الكريم-: هذه القفزة الكبيرة في حياتك من حيث المقدرة التامة على المواجهة الاجتماعية -حيث إن تقديم برامج في الإذاعة والظهور في القنوات الفضائية ليس بالأمر السهل- هذا دليل قاطع على أن الركائز الأساسية لديك سليمة فيما يخص التواصل الاجتماعي، وكذلك المواجهة.

أيها الفاضل الكريم: موضوع الخوف المستقبلي هذا من طبع المخاوف ومن سماتها، فلا توسوس حول هذا الأمر، ما أنجزته الآن دليل قاطع على أن مهاراتك موجودة، وهي مهارات قوية وقابلة للتطور، فعليك أيها -الفاضل الكريم- أن توسع دائرة مواجهتك فهذا ضمان تام لعدم الانتكاس -بإذن الله تعالى-.

مارس الرياضة الجماعية، شارك الناس في مناسباتهم، قم بزيارة المرضى، هذه كلها نوع من الاستجابة الإيجابية جداً لدحر الخوف والتخلص منه.

أخي الكريم: تقييمك لذاتك بصورة إيجابية وفهم، هذه بالذات -أيضاً- من البواعث الرئيسية التي تجعلني مطمئنا عليك في المستقبل.

فيا أخي: قيم نفسك بصورة صحيحة، وهذه الانجازات الرائعة التي حققتها لا بد أن تعطيها حقها، ولا بد أن تقيسها بمقاييس صحيحة ومنصفة؛ بمعنى أن لا تقلل أبداً من قيمة ذاتك، وهذا -إن شاء الله تعالى- يضمن لنا أنه لن يصيبك أي مكروه، أو انحسار في مقدراتك الاجتماعية من حيث المواجهة في المستقبل.

أيها -الفاضل الكريم-: بالنسبة للزولفت أعتقد أن الجرعة الوقائية مهمة، ويمكنك أن تستمر عليها حتى تكمل العام هذا هو الذي أفضله، لكن إذا كان الدواء مزعجا بالنسبة لك فيمكن أن تخفف الدواء خلال الأربعة الأشهر الأخيرة من السنة، وتجعلها بدل حبة كاملة نصف حبة، وهذا ممكن جداً.

أخي: لا تقلق، لا تنزعج، ما أنجزته كبير، -وإن شاء الله تعالى- سوف يكون هنالك المزيد من الإنجازات الإيجابية، من الواضح أن شخصيتك قابلة للتطور وهذا هو المهم، وهذا هو الذي يضمن لنا -إن شاء الله تعالى- أنك لن تكون ضحية انتكاسات مستقبلية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً