الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما وقع لي شيء غير جيد يصبح شغل فكري الشاغل، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكر جهودكم إخواني القائمين على هذا الموقع.

مشكلتي: أنا شاب عمري 21 سنة، الحمد لله حياتي فيها إيجابيات كثيرة، ولكن فشلت في حياتي الجامعية مدة سنتين، وأصبح تفكيري كله بهذا الموضوع، وبهذا السبب أصبحت أفكر في كل شيء.

وقبل فترة حدث لي حادث سيارة وضربت رأسي، واستمررت أفكر بخوف ماذا سيحدث لي؟ وبعدها شفيت ولم يكن هناك شيء، ومن بعدها وأنا أحس بتوهمات مرضية، وخوف من أن أمرض، أو أن يصيبني شيء.

وقبل أيام ارتفع علي الضغط، وأصبحت أعاني في التنفس، وكان ارتفاع الضغط بسيط وذهب والحمد لله، ولكن شغلي الشاغل الآن هو التنفس، لا أستطيع النوم بارتياح، وطوال الوقت أفكر.

أتمنى منكم أن تنصحوني ماذا أفعل، دوائيا ونفسيا؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hassan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذين فشلوا كانوا قريبين جدًّا من النجاح، لكنهم لم يستمروا في محاولاتهم، فلماذا لا تحاول الدراسة مرة أخرى؟ المثابرة، الاجتهاد، التكرار، العزيمة، الإصرار، وأن تُدرك أن أعظم ما يمكن أن يتعلمه الإنسان في الحياة هما الدين والعلم، كلاهما سلاح في هذه الحياة، كلاهما مفيد، كلاهما نافع، كلاهما غنيمة وممتلك شخصي، لا أحد يستطيع أن ينتزعهما منك، وكلاهما يجمّل الإنسان في شخصه وشعوره وصورته الذهنية أمام الآخرين، قال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} فاسع في ذلك -أخي الكريم الفاضل -.

الحادثة التي أصابتك -الحمد لله تعالى- بسيطة، لكن الذي يظهر لي أنك تعاني من شيء من الحساسية والهشاشة النفسية البسيطة، التي تجعلك تتأثر بأحداث نفسية أو جسدية، مما يسبب لك القلق والخوف والتوهمات المرضية.

أخِي الفاضل: يجب أن تعيش حياة صحية، تمارس الرياضة، ترتب نفسك، تدير وقتك بصورة صحيحة، تتواصل اجتماعيًا، تنام مبكرًا، تنظم غذائك، تراجع طبيبك مرة كل ستة أشهر من أجل الفحوصات العامة وتصل رحمك. هذه – أخِي الكريم – هي الحياة الصحية التي تزيل عنك القلق والمخاوف.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: أعتقد أن عقار (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) دواء جيد جدًّا لعلاج قلق المخاوف، الجرعة هي نصف حبة، يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة سبعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، وبعد ذلك تتوقف عن هذا الدواء، وهو دواء سليم جدًّا.

ويفضل أيضًا أن تدعمه بجرعة صغيرة من دواء آخر يعرف باسم (جنبريد) ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) من الأدوية الممتازة والفاعلة وزهيدة الثمن، الجرعة هي كبسولة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – يتم تناولها صباحًا، تستمر عليها لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، لكن تستمر على السيرترالين بنفس الوضع الذي وصفناه لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً