الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي مصابة بالفصام الباروني، فما الجرعة المناسبة لعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم.

أمي مصابة بالفصام الباروني، وعمرها 45 سنة، وتتناول دواء Risperdal (محلول)، نضع الدواء في الأكل دون علمها منذ شهرين ونصف إلى يومنا هذا، بجرعة 2 مليجرام في اليوم مساءً.

- هل جرعة 2 مليجرام في اليوم مناسبة؟ وهل تزداد أو تنقص مع مرور الوقت؟

- هل يمكن لمريض الفصام في هذه الحالة أن يشفى ويتوقف عن تناول الدواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لوالدتك العافية.

مرض الفصام الباروني من أكثر أنواع الذهنيات التي تستجيب للعلاج بصورة رائعة جداً، لكن يجب أن يكون هنالك التزام قاطع للدواء.

عقار Risperdal من الأدوية الممتازة جداً، والجرعة تتفاوت من إنسان إلى آخر لكن الجرعة المتوسطة وحسب الأبحاث العلمية هي 4.7 مليجرام في اليوم بالنسبة للشخص الذي يزن حوالي 70 كيلو جرام، وبصفة عامة الجرعة تتفاوت ما بين الناس من 2 مليجرام إلى 12 مليجرام في اليوم.

المراحل العلاجية أيضاً تحدد -أيها الفاضل الكريم- الجرعة، فمثلاً: حين يكون المريض في مرحلة حادة لا بد أن تكون الجرعة مرتفعة، وبعد أن تنقشع الأعراض الرئيسية ويدخل المريض في فترة الوقاية بعد ذلك يمكن أن تكون الجرعة منخفضة، معظم المرضى يستمرون على 4 مليجرام في المتوسط، وهنالك قلة قليلة يمكن احتواء أعراضهم بصفة تامة عن طريق إعطاء 2 إلى 3 مليجرام في اليوم.

إذاً الحكم على نجاح العلاج بالنسبة لوالدتك هو وجود الأعراض من عدمها، إذا كانت هنالك أي أعراض لا بد أن ترفع الجرعة، وأعتقد أنه بشيء من التلاطف معها وإشعارها بالود يمكن إقناعها بتناول العلاج، هذا الأمر يواجه الكثير من الأسر كمعضلة، لكني لا أراه أمراً صعباً أبداً، والطبيب يستطيع أيضاً أن يبني علاقة علاجية ممتازة مع المريض، ومن خلال ذلك يقنعه بتناول الدواء.

بالنسبة لـ Risperdal: توجد إبر يمكن أن تعطى مرة واحدة كل أسبوعين وهي ممتازة وتكفي تماماً مكان الدواء المحلول أو الحبوب، لكن هذه الإبر مكلفة بعض الشيء.

سؤالك: هل يمكن لمريض الفصام في هذه الحالة أن يشفى ويتوقف عن تناول الدواء؟
40 % من مرضى الفصام يتم شفاؤهم، أما 60% تقريباً تظل لديهم أعراض ولا بد أن يستمروا على العلاج.

الشفاء لا يحدد فقط من خلال أعراض المرض، وإنما الظروف الاجتماعية للمريض، وعمره، وهل يعاني من علل أخرى؟ كالبناء النفسي للشخصية، ووجود مرض في الأسرة مشابه، أو هنالك عدة عوامل لا بد أن نعيرها الاهتمام.

لكن بصفة عامة: أطمئنك تماما -أخي أيوب- أن مرض الفصام الباروني هو من أفضل أنواع الأمراض من حيث الاستجابة للعلاج، ويمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية وعادية إذا حرص على تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً