الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ﻻ أستطيع المذاكرة ولا حتى أخذ كتاب للقراءة

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب جامعي، منذ أن كنت في المرحلة الأخيرة من الثانوية كنت الطالب المتفوق في دراستي، وكنت معروفا بذلك في المدرسة، والحمد لله، ولكني عندما وصلت للمرحلة الأخيرة في الثانوية، وهي التي يترتب عليها التخصص الجامعي كثرت الضغوط علي، وأصبح المدرسون والعائلة والأصدقاء والأقارب يعتمدون علي في تحقيق التفوق في هذه المرحلة، فزادت الضغوط علي، وخاصة في الفترة التي تسبق الامتحانات النهائية.

أصبحت لا أستطيع أن أنظر إلى الكتاب أبدا، وأريد الدراسة، وكثير المشاجرة مع أهلي، وخاصة عندما يحثوني على الدراسة، وأصبح عندي ضيق وهم وتعب.

ضميري يعاتبني، وأنا لا أستطيع الدراسة، ولا النظر إلى الكتاب، وقد جربت كل الوسائل، من تنظيم الوقت والجلوس في جو هادئ، وتغيير أوضاع الدراسة، وجبر النفس، ولم ينفع كل ذلك!

مع أني ملتزم بالصلاة والدعاء، والحمد لله، وها أنا في الجامعة، وأعاني من نفس المشكلة، إذا أمسكت الكتاب لأدرس يصيبني ضيق في الصدر، وأرميه، حتى في يوم الامتحان لا أستطيع أن أدرس.

ضميري يعاتبني كل يوم، ويسبب لي الضيق والهم والحزن، مع أن الضغوطات من أهلي قلت علي، فأريد حلا، وهل تنصحوني بالرقية الشرعية، أو الذهاب إلى طبيب نفسي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مختار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
مزاج الإنسان معرض للتقلب والتغيير، وفقاً للظروف والحوادث التي يمر بها في حياته اليومية، وهكذا أحياناً يصبح منشرح الصدر ومسرورا، وبالتالي يتعامل مع الآخرين بروح الفكاهة والضحك، وقد يكون منقبض الصدر متكدرا، ويكون أقل فاعلية وتفاعلا مع الآخرين.

هذا قد يكون شيئا طبيعيا، يمر به معظم الناس، ولكن إذا زادت هذه الحالة عن الحد المعقول وأصبحت ملازمة لصاحبها عدة شهور، ومؤثرة على النشاطات الحياتية، فالأمر قد يتطلب تدخلا علاجيا.

لا بأس أخي الكريم من مقابلة طبيب نفسي لتحديد المشكلة، ووضع العلاج لها، ولا بأس أيضاً من عرض نفسك على من يوثق فيهم من الرقاة، ومشهود لهم بالإخلاص والصدق، أو أن ترقي نفسك وتواظب على تلاوة المعوذتين والإخلاص.

من الناحية السلوكية نرشد بالآتي:
- مارس تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي وعند اللزوم – تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

- ضع لك أهدافا واضحة، واكتبها، بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكرها باستمرار، مثلاً ما هي الكلية أو التخصص الذي أنوي دراسته؟ وما هي الوسائل التي تساعدني في تحقيق ذلك؟

- حاول في البداية المذاكرة مع أشخاص آخرين من الزملاء أو الأصدقاء أو بعض أفراد الأسرة، وحاول التخلص من مشاعر الإحباط والعجز، بعدم مقارنة نفسك بالآخرين، واعلم أن القليل المداوم عليه خير من الكثير المنقطع، فيمكن للإنسان أن يحقق أهدافه خطوة بخطوة.

- داوم على الصلوات الخمسة في مواعيدها وخاصة صلاة الصبح لكي تنعم بالبركة في وقتك، وحدد الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا، وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم لكي تكون هي أوقات المذاكرة؛ فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.

- محاولة تحريك الدافع للمذاكرة بقراءة قصص العظماء والعلماء والناجحين في المجالات المختلفة.

- اتبع الطرق المناسبة في مذاكرة المواد، مثلاً مواد العلوم الاجتماعية أفضل طريقة لمذاكرتها التلخيص والمناقشة، والرياضيات حل التمارين، واللغات الممارسة، ومواد الحفظ التكرار.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا ايوب معتوق

    بارك الله فيكم و سدد خطاكم
    ويسر الله طريقكم في توعيت العباد و شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً