الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نعيش أنا وإخوتي انطواء وكراهية الخروج من المنزل، فأرشدونا.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري (15) سنة، متدين، وأصلي وأصوم والحمد لله، ولكن شخصيتي أنا وإخوتي انطوائية، مع العلم أننا كنا قبل سنتين ذوي شخصيات قوية، ونحن منذ سنتين إلى الآن لا نخرج إلا إلى المدرسة، والصلاة في المسجد، أنا خائف على مستقبلنا، وأحس دائمًا أنني سأنفجر إن لم أخرج، وعندما أنوي أن أخرج أحس بشيء يمنعني.

فأرشدوني، جزاكم الله خيرا.

وعندي مشكلة أخرى، وهي: الشعر الزائد، علمًا بأني أعاني منها وراثيًّا من قبل أمي، ولكن الشعر يغطي جميع أنحاء جسمي، وهناك بعض المسام فيها شعرتان، والمسام متقاربة من بعضها البعض.

فدلوني على طريقة للتخلص منه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، والذي مرّ عليّ من قبل، وأظنك مقيمًا في هولندا.

الحمد لله على تدينك والتزامك بالصلاة، فهذه نعمة عظيمة من الله تعالى، وقد زرت بعض المسلمين في هولندا في روتردام منذ شهرين تقريبًا، وسررت بما رأيت من التزام الكثير من أبناء وبنات المسلمين؛ حيث ألقيت محاضرة بمناسبة احتفال مبنى بلدية مدينة روتردام بيوم الأسرة.

لا أدري، لماذا تغيّر حالك وحال الأسرة منذ سنتين؟ فهل يا ترى جرى أمرٌ ما؛ مما يمكن أن يفسّر هذا التغيّر، سواء في البيت والأسرة، أو حتى خارج الأسرة؟ أم هي طبيعة مرحلة المراهقة؟ أم بسبب بعض التحديات والصعوبات التي تواجهكم كمسلمين في المجتمع الهولندي؟

يبدو من خلال سؤالك أن هذه الانطوائية أقرب ما تكون إلى حالة من الخجل الاجتماعي، ولا شك أن لهذا علاقة وثيقة بالطريقة التي عوملتم بها في طفولتكم، من قبل أسرتك وإخوتك، ومع تجارب الحياة التي مررتم بها، وليس ضعفًا في الشخصية، أو ما شابه ذلك، فتجارب الحياة هي التي أوصلتكم لهذه الحال؛ حيث تشعرون بالانطوائية والخجل.

هل يستطيع الإنسان تجاوز تجارب الطفولة؟ الجواب: نعم، ليس بالسهل أحيانًا، إلا أنه ممكن.

ومن أهم طرق التغيير فاعلية: الطريقة السلوكية، والتي تقوم على تعليم الشخص بعض المهارات السلوكية الصحيّة كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن والمواقف المخيفة أو المزعجة، فإنه يقوم بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن؛ حتى "يتعلم" من جديد كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة، أو الخطيرة كما كان يتصور سابقًا، ويشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات.

ولكن ليس بالضرورة على كل من يعاني من الخجل أو الانطوائية أن يذهب للأخصائي النفسي، فكثير منهم يعالج نفسه بنفسه.

والمطلوب منك ومن إخوتك الآن: العمل على اقتحام مواقف الاختلاط بالناس، والتعامل معهم، وعلى الخروج من البيت، وعدم التجنب، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا تعقيدًا.

وسترى وخلال فترة قصيرة، كيف أن ما كنت تخشاه من بعض المواقف في مواجهة الناس ليست مخيفة كما كنت تعتقد، حاول مع إخوتك الاختلاط بالشباب المسلم في مسجد المدينة التي تعيش فيها، ومحاولة قضاء الوقت المفيد معهم، في الرياضة، وغيرها من الأنشطة الاجتماعية، واطمئن بأنك لا شك ستنمو وتتجاوز هذه المرحلة التي أنت فيها.

وأما موضوع الشعر الزائد، فأتركه لأحد الأخصائيين من أطباء الجلدية.

إضافة: أما بالنسبة للشعر الزائد فيمكنك الاطلاع على الاستشارات التالية: (236118 - 18412 - 18575 - 235473).

وأدعو الله تعالى لك بالتوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة امه الله

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    كيف بانسان يصلي ويصوم ويحصل له هذا فان الصلاه تاتي بالسكينه والطمءنينه فيجب عليك الا تستسلم لهذه الاشياء وان الانزواء وعدم مخالطه الناس تكون مشكله بحد ذاتها فانصحك ان تتغلب على مشكلتك باراده قويه ابدء بزياره اقرب الناس اليك وبعدها وسع الزيارات وبالتوفيق باذن الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً