الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مع كثرة الإجهاض... هل تنصحون بإجراء أطفال أنابيب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجة منذ سبع سنوات، ولم أرزق بأطفال والحمد لله على كل حال.

أعاني من الإجهاض المتكرر في: أول ثلاثة أحمال كنت أحلم بقطط وأجهض، وآخر اثنين لم أحلم بشيء لاستخدامي الرقية الشرعية.

ذهبت إلى شيخ أنا وزوجي ولم تظهر أعراض أي شيء، عملنا تحاليل كثيرة جدا وكلها سليمة، جربت ثلاثة علاجات مختلفة في القراءة من القرآن، استخدمت أكثر من علاج فلم ينفع، ويتوقف نمو الجنين؛ جعلني ذلك أفقد الأمل وأخاف من الحمل.

نصحني دكتوري بأطفال الأنابيب وهي مكلفة ومترددة فيها، ولكن في نهاية الأمر عزمت أن أجربها، وكل شيء في علم الغيب، أنا خائفة أن أتعب فيها ويتوقف نمو الجنين.

أنا أملي بالله كبير، ولدي ثقة بأن الله سيعوضني، لكن الخوف يسيطر عليّ، طلبت مني مداوية أن: أجرب (الحلتيت) في أول الحمل، بماذا تنصحوني؟

شكرا، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعوضك الله عز وجل بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة,
، يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب -بإذن الله تعالى-.

نعم -يا عزيزتي- فإنني أؤيد رأي طبيبك المتابع لحالتك، وهو اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب، رغم أن المشكلة عندك ليست في حدوث الحمل بل في استمراره.

وأعرف بأنها عملية مكلفة ومجهدة جسديا ونفسيا، لكن قد تكون هي الحل الأمثل في مثل هذه الحالات التي يتكرر فيها حدوث الإجهاض بدون سبب واضح.

وأحب أن أوضح لك بأن السبب الذي من أجله ننصح باللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب في مثل حالتك هو من أجل فحص صبغيات الأجنة قبل إرجاعها إلى الرحم، وذلك عن طريق عمل تحليل يسمى (PGD).

لذلك من المهم جدا أن تتأكدي أولا: بأن المركز الذي سيتم عمل العملية فيه، هو مركز تتوافر في مختبره مثل هذه التقنية المتقدمة، بحيث يتم فحص صبغيات كل الأجنة التي يتم الحصول عليها بعد اللقاح، ليتم إرجاع الأجنة ذات الصبغيات السليمة فقط إلى الرحم، واستبعاد الأجنة التي يتم الشك بأن صبغياتها غير سليمة، وبهذه الطريقة سترتفع نسبة نجاح الحمل واستمراره -بإذن الله تعالى-، ذلك أنه في بعض الأحيان قد تكون صبغيات كلا الزوجين سليمة وطبيعية، لكن بعد اللقاح تحدث بعض الطفرات في بعض المورثات؛ مما يجعل المضغة غير قادرة على الاستمرار في النمو.

وأكرر بأن عمل أطفال الأنابيب في مثل حالتك، مع فحص (PGD) سيرفع كثيرا من نسبة نجاح الحمل -إن شاء الله-، لكنه لا يجعلها مضمونة 100% لذلك يجب وضع كل الاحتمالات منذ البدء وقبل الإقدام على العملية.

وإن حدث حمل -بإذن الله تعالى-، فإنه يجب اتباع إحدى الطريقتين في العلاج:
1- إما تناول حبوب (الإسبرين ) وإبر (الهيبارين ) معا، وذلك فور حدوث الحمل.
2- تناول حبوب (الإسبرين) أو إبر (الهيبارين) فقط، لكن هنا يجب إضافة حبوب تسمى (البريدنيزون ) أيضا فور حدوث الحمل.

وكنت أفضل لو أرسلت لي بنتائج التحاليل التي تم عملها لك ولزوجك، إن كانت متوافرة لديك، للاطلاع عليها وإفادتك بشكل أفضل.

بالنسبة لنبات الحلتيت، فهو نبات قديم ويستخدم لعلاج التشنجات والالتهابات، لكن وبسبب أنه لا توجد عليه دراسات تؤكد أو تنفي فائدته في الحمل أو خارج الحمل، فإننا لا ننصح بتناوله خلال الحمل خاصة في الأشهر الأولى، وذلك كنوع من الاحتياط.

إن ما سبق هو نوع من الأخذ بالأسباب ليس إلا، فالذرية هي: رزق من عند الله عز وجل، مثلها مثل باقي الرزق، وستنالين رزقك عندما يشاء الله عز وجل.

نسأله جل وعلا أن يمن عليك بما تقربه عينك عما قريب.

بارك لله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً