الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانعزال والاكتئاب سببا تخلفي الدراسي، كيف الخلاص؟

السؤال

السلام عليكم...

مصابة برهاب اجتماعي شديد منذ الصغر، رغم ذلك حافظت على تفوقي الدراسي، فأنا في المرتبة الأولى على الصف، ولكن منذ أن بدأت هذه السنة الحالية، تعرضت لضغوطات مما أدى إلى تفاقم وضعي النفسي، فأصبحت أكثر انعزالاً واكتئاباً، وكرهت الحياة، وأفكر دائما بالانتحار، وبدأت تأتيني أفكار تسيطر على نفسي وتزعجني، وأتحدث مع نفسي كثيراً، وغرقت في أحلام اليقظة، وهذه الأفكار تلهيني عن دراستي، وهبط مستواي إلى ما دون المستوى، والله دون أي مبالغة، ثم تطورت هذه الأفكار وأصبحت عن الدين والذات الإلهية، وعندما أفتح أي كتاب لأدرس، تبدأ هذه الأفكار تراودني، وهي أفكار سلبية جداً عن المستقبل، وغير ذلك، ويبدأ قلبي ينبض سريعاً، وأشعر بحرارة في جسدي، وتوتر شديد وقلق.

أمضيت هذه السنة وأنا أفكر وأفكر، وأتحدث مع نفسي، والآن قدمت امتحاناتي النهائية، وانهيت هذه السنة الدراسية، وأنا غير راضية عن تقديمي، وقد حاولت الانتحار والله، ولكن شيئاً بداخلي منعني، ضميري.

وأنا الآن أستعد للسنة القادمة -الثانوية العامة-، وهي آخر مرحلة في المدرسة، وسنة تحديد المصير، وقد عزمت على أن أسترجع تفوقي، وأتوقف عن الحديث مع نفسي، أريد دواء ذا مفعول سريع، وإن كان تأثيره مؤقتاً لمدة سنة، كمهدىء مثلاً، ولا يؤثر على المذاكرة، ويحسن مزاجي، ويرفع نشاطي، أما بالنسبة للرهاب، فأنوي علاجه بعد إكمال السنة القامة، لأنني حالياً أريد التركيز على دراستي، وأنا دائماً يا دكتور أشعر بالخوف والملل والاكتئاب الشديد، لدرجة أنني لا أذهب إلى المدرسة، وأنا لا أستطيع الذهاب لطبيب أو إخبار أحد عن وضعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تكالب عليك القلق والتوتر والمخاوف، ومن ثم ظهرت الوساوس، والوساوس يعرف عنها أنها مؤلمة جداً للنفس، مما يدخل الإنسان في كدر وتوتر، لكن -أيتها الابنة الكريمة- أنا أؤكد لك أن هذه الحالات كلها عابرة ومؤقتة، ويمكن علاجها، الوساوس لا تناقشيها، احتقريها. بالنسبة للمخاوف أيضاً احتقريها وكوني إيجابية في تفكيرك، آلمني جداً قولك أنك تفكرين دائماً في الانتحار، هذا أمراً غير مقبول، أزعجني كثيراً، وأنا على قناعة تامة أن أي فتاة مسلمة لن تقدم على هذا العمل القبيح، لكن مجرد التفكير فيه أعتقد أنه يمثل الهشاشة النفسية، التي تكون عائقاً، لأن ينطلق الإنسان انطلاقاً جيداً وإيجابياً، فابعدي هذه الفكرة عنك، الحياة -إن شاء الله- طيبة وجميلة وسوف تسعدين كثيراً.

نسبة لعمرك لا أستطيع أن أصف لك دواء، لكن أريدك أن تتحدثي مع والدتك وتذهبي مباشرة إلى الطبيب النفسي أو إلى طبيب الأسرة، هنالك أدوية ممتازة جداً، وأنا أرى أن تتناولي الدواء الممتاز، الدواء الصحيح، الذي يعالج لك المشكلة كلها، ولا تعتمدي على الأدوية الآنية، مثل عقار أندرال أو زاناكس، لا، اذهبي إلى الطبيب وسوف يصف لك -إن شاء الله تعالى- أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضلها عقار زولفت، هذا هو الذي أنصحك به، وأنا متأكد أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تكونين على خير، إذاً، تحدثي مع والدتك واذهبي إلى الطبيب الآن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً