الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراودني أحلام مخيفة وأشعر بأحداث غير طبيعية وأنا نائمة، ما رأيكم في الأمر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 16 سنة، عندما كان عمري 8 سنوات، أصابتني دوخة في المدرسة، فأخذتني المعلمة لدورة المياه ورشت الماء على وجهي، فأفقت من الدوخة وشهقت من الخوف، وكنت وسط دورات المياه، ومن بعدها صرت أشعر بالدوخة وأتعب دائماً، واستمررت فترة ثلاث سنوات تقريباً أشعر بالصداع المزمن، ولم يعرف الأطباء سبب الصداع.

صرت أحلم دائماً أنني عروس، والعريس مجهول، وبعد فترة البلوغ صارت تأتيني أحلام مخيفة وكثيرة، أحياناً وأنا نائمة أحس كأن أحداً يسحب رجلي بقوة، وبمجرد استيقاظي، وقول: بسم الله؛ يختفي الألم.

وفي هذه الشهور أشعر وكأن أحداً يتحرش بي بشكل غير طبيعي، ويتكرر ذلك دائماً، وأخبرت أمي شيخا، فقال لها: إن هذه أعراض مس، اجعليها تستخدم المسك، وصرت أستخدم المسك، وأسمع الرقية وسورة البقرة، وأحافظ على الأذكار -والحمد لله-، ودائماً أقرأ القرآن، ومع ذلك يأتيني ذلك الشيء ويتكرر.

وآلام الدورة الشهرية تكون شديدة لدرجة أني أراجع المستشفى بسببها، ماذا أفعل؟ وهل أذهب لشيخ، أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فدوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

موقف الهرع والخوف الذي مررت به حين أدخلتك المعلِّمة دورة المياه – كما ذكرتِ – تجربة ضخمة جدًّا وقاسية جدًّا من الناحية النفسية، وقطعًا ولَّدت لديك عدم استقرار نفسي، وتخوفات، وسرعة للاستثارة السلبية.

ما يحدث لك إذًا هو قلق مخاوف، نتج من التجربة التي مررت بها، وأصبحت درجة اليقظة عندك مرتفعة جدًّا، وأصبح فكرك في الجانب التشاؤمي، حتى المشاعر التي تأتيك في بدايات النوم أو نهاياته هي نتيجة لقلق المخاوف الذي تمرين به.

أيتها الفاضلة الكريمة: احرصي على الصلاة والدعاء كما أنت سائرة على هذا الطريق، وسلي الله -تعالى- أن يحفظك، وكوني مطمئنة تمامًا أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، وتوكلي على الله -تعالى-، واحرصي على الرقية الشرعية، وهذا يكفي من هذه الناحية.

وإن أردت أن تذهبي مع أمك إلى أحد المشايخ الموثوق بهم فلا بأس في ذلك، وعلى الإنترنت يوجد تسجيل ممتاز للشيخ محمد جبريل بخصوص الرقية الشرعية، يمكنك أيضًا الاستماع لها مرارًا.

الجانب الآخر: اصرفي انتباهك من خلال الاجتهاد في دراستك، ولا تتركي أي مجال للفراغ، وكوني مِقدامة في مساعدة الآخرين، والمشاركة في كل الأنشطة الطُّلابية، هذا يُعطيك المزيد من الثقة بنفسك، وشاركي في أعمال البيت، والاهتمام بوالديك، هذا أيضًا فيه إضافة حسنة جدًّا لك.

وعليك أن تقومي بتمارين الاسترخاء، تمارين التنفس مهمة جدًّا، التنفس المتدرج يُفيد مع شيء من التأمل، فيمكنك أن تجلسي على كرسي مريح في داخل الغرفة، أو تضطجعي على الفراش، بعد ذلك اغمضي عينيك، وافتحي فمك قليلاً، وتأملي في حدث سعيد، بعد ذلك خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، أمسكي الهواء في الصدر قليلاً، ثم أخرجي الهواء بقوة وبطء عن طريق الفم.

هذا هو تمرين التنفس المتدرج، طبقيه لأربعٍ إلى خمس مرات متتالية بمعدل مرتين في اليوم صباحًا ومساءً، تمرين بسيط، تمرين مفيد، إذا طبقتيه بصورة صحيحة سوف يفيدك جدًّا، ويزيل عنك هذه التوترات وهذا القلق.

أيضًا ثبتي وقت النوم ليلاً، تجنبي السهر، وفي ذات الوقت تجنبي النوم في أثناء النهار، هذا يساعدك كثيرًا في زوال هذه الحالة التي تعانين منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً