الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاودني نوبات الخوف من الموت منذ سنوات حتى أحدد يوم وفاتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في المرحلة الجامعية، وعمري 22 عاما، عندي مشكلة لها تقريبا أسبوعان، أصبحت أفكر بالموت كثيرا هذه الأيام، بل وأني أشعر أني سأموت في أي وقت، بدأت مشكلتي قبل 6 سنين، جاءتني فترة أحسست بالموت وأقول لنفسي أني في يوم كذا سأموت، لا أعلم على أي مبدأ! والحمد لله تجاوزتها ولا أذكر أني أخذت أدوية، لأني كنت في إجازة الصيف وقد أتت الدراسة فانشغلت عنها.

وقبل سنتين كنت بعيدة عن الله كثيراً، وحاولت وجاهدت نفسي أن ألتزم وأن أقيم أركان الإسلام وأهمها الصلاة، وبعدها رجعت لي الحالة، كنت أحس بالموت وكل شيء أربطه بالموت، أي حدث يصير أربطه بالموت وأي كلمة وفعل، أخاف أن أصلي وحدي وأحيانا أربط الصلاة بالموت، أي شيء خير أفعله أقول في نفسي هذا العمل الخير لأني سأموت، والناس قبل الموت يفعلون الخير.

نصحتني أمي وأخبرتني أنه وسواس لأني كنت بعيدة عن الله، واقتربت منه، وأراد الوسواس أن أرجع لطريق الخطأ وعانيت تقريبا 3 أشهر، والحمد لله ذهبت الحالة بالانشغال في الدراسة.

ومن أسبوعين فسرت حلما حلمته وكان التفسير هو الموت فصعقت، أحسست بالخوف الشديد وتعرقت كثيرا وبدأت أقلق كثيرا، أخبرت لأمي فقالت لي أن لا أثق بتفسير المواقع وأن لكل حلم أحداثه. من بعدها وأنا خائفة كثيرا، لا أنام إلا قليلا، وأحس أني سأموت في أي وقت، وأما الآن فحددت أن في اليوم الفلاني سأموت، لأنني قرأت أن الإنسان يشعر بيومه قبل 40 يوما، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشائر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك قلق مخاوف افتراضية، مخاوف غير واقعية، ومشكلتك الأساسية هي أنك أدخلت نفسك في هذا النوع من التفكير الوسواسي الذي لا يقوم على أسس صحيحة، لا من الناحية الشرعية، ولا من الناحية العلمية.

هذه التوهمات التي يتحدث عنها الناس أن الإنسان يعرف وقت موته أو لحظة موته، أو يربط الأشياء والأحداث بهذه الصورة التشاؤمية، هذا خطأ جسيم، هذا فكر خاطئ، أريدك أن تحرري نفسك منه تمامًا، توكلي على الله، كوني في معيَّة الله، اسألي الله تعالى أن يبارك في أيامك وفي عمرك وعملك.

هذا هو التوجه الصحيح، ولا تستمعي للخرافات والخزعبلات وما يُثار هنا وهناك، وأنصحك أن تتواصلي مع أحد مراكز تحفيظ القرآن، هنا سوف تجدين راحة بال، وتغترفين من العلم، وتتعرفين على الداعيات، وهذا يساعدك في فهم العقيدة الصحيحة.

أعتقد أن ذلك سوف يُمثل دفعًا نفسيًا إيجابيًا بالنسبة لحالتك.

ونقطة أخرى هي حُسن استغلال الوقت، الناس تخاف لأنها لا تستغل وقتها بصورة جيدة، والبعض يملأ فراغاته العقلية والمعرفية والذهنية بهذه الأمور المشتبهة والتي لا أساس شرعياً لها، وهنا تنمو الخرافات وتعشش، والإنسان بطبيعته توَّاق، ولديه فضول كبير ليعرف عن الغيبيات وعن أمورٍ ليست مُثبتة. فأشغلي نفسك بما هو مفيد، اجعلي لنفسك برامج حياتية حقيقية، كوني نشطة، ويجب أن يكون لك وجود على النطاق الأكاديمي، وكذلك في البيت ووسط زميلاتك، هذه هي الحياة التي يجب أن تعيشيها، وليس التفكير في أمور لا أساس لها أبدًا.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، ولكن راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا : (259342 - 265858 - 230225).

وباركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق دعاء

    لايعلم نهايةالاجل الاالله ولايمكن لشخص ان يحدد موعد وفاته بل يجب ان نتوجه الي الله بقلوب صافية ونطلب منه حسن العاقبةولا ننسي ذكرالله في كل عمل نقوم به ونتوكل عليه ولانعمل بهذه الوساوس لانها من عمل الشيطان وللفائدة نقوم بقراءة اية الكرسي بعد الصلاة مباشرة لكي تقبل صلاتنا باذن الله لان الصلاة عمود الدين ان قبلت قبل ماسواها وبذلك تذهب الوساوس ولا نخاف من الموت

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً