الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب إصابة أمي بالكتمة وضيق التنفس برأيكم؟

السؤال

السلام عليكم

أمي عمرها 51 سنة، كانت مصابة بجلطة في القلب قبل 6 سنوات، وتم وصف الأدوية لها في المستشفى، وكانت مستمرة في مراجعة الطبيب لفترة وتوقفت بعدها، وبعد 6 سنوات أصبحت تعاني من كتمة وضيق التنفس، وبعد الفحوصات اتضح أنها مصابة بتصلب الشرايين، ولم تنفع معها القسطرة، فأجرت عملية قلب مفتوح قبل شهرين، وبدلوا لها الشريان بآخر، وكانت العملية ناجحة.

لكن مع هذا ما زالت تعاني من نفس الأعراض السابقة، وهي الكتمة وضيق التنفس، تأتيها مرتان أو ثلاث مرات يومياً، خاصة بعد الأكل أو أثناء النوم، وكل يوم نذهب بها للمستشفى، ونعمل تخطيطاً للقلب، وتحاليل للدم، لمعرفة نسبة الدم ووظائف الكلى والكبد، وأشعات للرئة، وتكون النتيجة كلها سليمة، فلا يوجد مستشفى حكومي أو خاص إلا ذهبنا إليه، فما هو السبب في رأيك لهذه الكتمة والضيق في التنفس المستمر من قبل وبعد العملية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ذكرك للأعراض، فإن ضيق التنفس يزداد بعد الطعام وأثناء النوم، وفي هذه الحالة يكون هناك احتمال إصابة الوالدة بالارتجاع المريئي، إذ أنه يؤدي لأعراض مشابهة لآلام القلب مع ضيق بالتنفس، ولذلك ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الهضمية، لإجراء الدراسة اللازمة، وهذه لمحة موجزة عن الارتجاع المريئي:

الارتجاع المريئي ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة وصعوبة البلع، مع الشعور بالغثيان أحياناً، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، وكذلك للسعال المزمن أحياناً، مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتسبب أحياناً آلاماً مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي: تناول الأطعمة الحارة، كالفلفل والبهار والشطة، وكذلك الأطعمة الحامضة كالليمون والبندورة المطبوخة، والأطعمة المقلية والدهون، والبصل والنعناع، والشوكولاتة، والقهوة والشاي والكحول، والمشروبات الغازية.

والتشخيص: يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي، والذي يظهر ضعف وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة، والعلاج يعتمد على الحمية أولاً، ومحاولة تخفيف الوزن، بالابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقاً، أو التخفيف منها قدر الإمكان، وعدم النوم بعد الطعام مباشرة، وعدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام، والتخفيف من حجم الوجبة الغذائية، والاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلاً من وجبتين كبيرتين، ووضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم؛ للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالاً بدرجة كبيرة.

المعالجة الدوائية: وأفضل الأدوية حالياً، هي ما تسمى: مثبطة مضخة البروتين، مثل: البارييت أو الأوميبرازول أو النكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي، والعلاج الجراحي: ويمكن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة؛ لأنها بالتنظير، وليست بالتداخل الجراحي.

ونرجو من الله العافية التامة للوالدة -حفظها الله-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً