الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهموم والتفكير السلبي يدمرانني بسبب عملي خارج مدينتي.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم

الدكتور محمد عبد العليم.. بارك الله لك في دنياك وآخراك.

أنا أعاني في عملي حيث أعمل في منطقة تبعد عن مدينتي 600 كيلو كمعلم، وأحتاج 8 سنوات حتى أنقل لمدينتي، لا أطيق مكان عملي، جاءني بكاء شديد، وتفكير سلبي مستحوذ، وكسل شديد جداً، وإرهاق أكاد أسقط منه على وجهي، ولا يوجد عندي دافع لأي شيء، وآلام جسدية غير محدودة، وقلق قاتل من أي شيء، وكأنني على نار، لي 4 سنوات وأنا على هذا الحال.

استخدمت السيروكسات وتحسنت وتركته، ثم رجع المرض واستخدمت الريمرون، وتحسنت وتركته، والآن أنا في إجازة لمدة 3 أشهر، وأستخدم عشبة عصبة القلب 4 حبات بقوة 185 مليجرام، والتحسن 50٪ منذ ثلاثة أسابيع.

أعيش في عذاب، والوظيفة دخلها جيد، وبإمكاني تركها والعمل في مدينتي براتب أقل ب 40٪، ما الحل؟ السفر أهلكني وأنا متزوج حديثاً، وأهلي يدرسون في مدينتي، لا حول ولا قوة إلا بالله!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك وظيفة ممتازة، لكن يُعاب عليها أنها بعيدة من مدينتك، وهذا هو الذي أقلقك، وسبب لك الكدر وعسر المزاج، إذن هنالك وضع، وهنالك مشكلة، وهنالك أسباب واضحة لهذه المشكلة، تُحل من خلال الموازنات، أن توازن بين منافعها وبُعد المسافة، ويجب أن تكون قناعاتك قائمة على هذا الأساس، ما دامت الوظيفة ممتازة، وما دمت تراها جيدة الدخل بالنسبة لك يجب أن تكون هنالك تضحية، وهي السفر لهذه المسافة الطويلة، أو الانتقال بالقرب من عملك.

أتفق معك أن المسافة طويلة جدًّا، ومزعجة، وربما يكون الحل - أيها الفاضل الكريم – أن يكون لك سكنٌ مؤقت هنالك، تظل أيام الأسبوع في هذا السكن، أو متى ما رأيت أنك لا تستطيع أن تعود لبيتك ومدينتك، يمكن أن تظل في سكنك الذي هو بالقرب من مكان عملك، وهذا يمكن أن يكون سكنًا بسيطًا جدًّا، وفي ذات الوقت قطعًا في نهاية الأسبوع – أو متى ما شئت – سوف تكون مع أسرتك، هذا قد يكون أحد الحلول، وأعرف الكثير من الإخوة والأخوات الذين يقومون بذلك.

فهذا أحد الحلول، لا أعتقد أن حل مشكلتك في أدوية، أنت لست محتاجًا لدواء حقيقة، السبب واضح، والظرف واضح، ويجب أن تضع التدابير التي تحل مشكلتك.

الحل الآخر بالطبع هو أن تعمل في مدينتك حتى وإن كان الدخل منخفضًا بعض الشيء، لكن ما دام ذلك سوف يُريحك وسوف يجعلك متوائمًا ومتكيفًا مع ظرفك الاجتماعي والأسري، فلماذا لا؟

فأعتقد أنك يجب أن تختار أحد الحلَّين، وكلاهما جيد، وعليك بالاستخارة.

بالنسبة لموضوع تناول الأدوية: الأدوية في حالتك إن كان هنالك اكتئاب حقيقي، أعتقد أن حل هذه المشكلة بأحد الوسيلتين التي ذكرتهما لك، سوف يساعدك كثيرًا في ألا تحتاج للأدوية، أو حتى إن احتجت للريمارون يمكن أن تستخدمه بصورة متقطعة وليست متواصلة، فهو دواء بسيط جدًّا، واستعماله بمعدل نصف حبة (خمسة عشر مليجرام) ليلاً لتحسين المزاج، وهنا يُستعمل لمدة شهرين أو ثلاثة، أو لتحسين النوم، وهذا يمكن أن يكون عند اللوزم.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً