الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دامت علاقتنا سنوات ولما سألته عن زواجنا تغير وتركني، فكيف أنساه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة كانت لي علاقة مع شاب، أعلم أن هذا الأمر مناف للشريعة الإسلامية، ولكن كانت نيتي من هذه العلاقة أن نكمل حياتنا معًا، كنت أتمناه زوجًا لي، وأبًا لأطفالي، دامت علاقتنا لمدة خمس سنوات، وفي يوم من الأيام سألته: هل تنوي الزواج مني؟ أم لا؟ فأجاب: كلا، وبعدها بدأ يحدثني، ويطلب مني أن نبقي أصدقاء، فلم أقبل.

شيخي الفاضل، كان معي في البداية، يحدثني عن رغبته بالزواج مني، ولكن في العام الأخير قبل فراقنا تغير كثيراً، وأصبح يتشاجر معي لأتفه الأسباب، بعد ما كان يحمل لي كل الحب، ويتمناني زوجة له، عندما تحدثت معه عن قضية الزواج، قال لي: اذهبي وتزوجي.

ألان قد مضي علي فراقنا سنة، ولم أستطيع نسيانه، وأشعر أنني حزينة، وغير سعيدة، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أنساه فيه، لأن نيتي كانت أن نكمل حياتنا معًا.

أرجوكم ما الحل؟ ولكم جزيل الأجر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، وندعوك إلى التوبة، والاستغفار من التهاون، واحمدي الله الذي خلصك من هذا الذي لا وفاء له، ونسأل الله أن يعوضك خيرًا، وأرجو أن تعلمي، أن بداية مشوار الطمأنينة، والسعادة، والراحة، يبدأ بالاستقامة والطاعة لله - تبارك وتعالى -، والندم على ما مضى، ونؤكد لك أن الشاب المذكور لا يستحق الوفاء، ولا يستحق أن تسألي عنه، لأن فيه عيوبا كثيرة، أولها هذا الغدر، وهذه الخيانة، وهذا التهاون، وهذا العبث بأعراض الناس ومشاعر النساء.

فاحمدي الله الذي خلصك ممَّن لا وفاء له، وحاولي دائمًا أن تُقبلي على الله - تبارك وتعالى -، ولن يخرج هذا الذي في قلبك، إلا إذا عمّرت هذا القلب بحب الله، وحب رسوله، وحب هذا الشرع الحنيف، الذي شرفنا الله - تبارك وتعالى - به.

ثم اجعلي محابك الأخرى تنطلق من قواعد وثوابت هذا الدين، فتحبي ما يحبه الله، وتسعدي بما يشرعه الله، وتُقبلي على الشاب الذي يطرق الباب، ويقابل أهلك الأحباب، ويطلب يدك بطريقة رسمية.

أرادك العظيم أن تكوني مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، فلا تتهاوني، ولا تقدمي التنازلات، واعلمي أن هذه التجربة رغم مرارتها وقسوتها، إلا أن العبرة فيها أنه ما ينبغي أن تكرريها، فالمؤمنة لا تُلدغ من الجحر الواحد مرتين، واعلمي أن في الشباب ذئاب، وإذا شعرت أن شابًا يرغب في الارتباط بك، فاطلبي منه أولاً أن يطرق باب أهلك، وأن يأتي بأهله، وأن يقدم الصُّداق الذي يدل على صدقه، وأن يجعل هذه العلاقة في إطار الشرع.

إن الخطوة التي يفعلها الشباب في آخر المطاف، هي أول الخطوات، بعد أن تمضي المشاعر والعلاقة سنوات، يأتي ليُخبر أهله، وتأتي تُخبر أهلها، هذا خطأ ومخالفة شرعية، بل أول الخطوات هي، أن يأتي البيوت من أبوابها، ويطلب يدك بطريقة رسمية، وإذا حصل الوفاق والاتفاق، وحصل التعارف بين العائلتين، عند ذلك نبدأ المشوار بالطريقة الصحيحة، ونُكمل المشوار بالزواج الشرعي الكامل.

أما أن تكون علاقة في الخفاء، أما أن تكون مكالمات ومراسلات، أما أن تقدِّم الفتاة تنازلات، أما أن تتطور العلاقة وتكون الفضيحة والندم، فهذا أمر خطير من الناحية الشرعية، وخطير على الفتاة، لأن الفتاة مثل الثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس.

نسأل الله أن يعوضك خيرًا، وأن يُسعدك بالتوبة عليك، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك لنتوب، ونبشرك بأن صدق التوبة، هو الذي سيجلب لك الخيرات، واعلمي أن من ترك شيئًا لله، عوضه الله خيرًا منه، ونسأل الله لك الهداية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً