الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات الخوف الشديد، فكيف يمكنني التخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم

منذ أربعة أشهر تعرضت لحادثة بسيطة، أصبت بعدها بحالة خوف شديدة جداً، يصاحبها صراخ شديد وبكاء، فقدت خلالها أعصابي، وأصبت بعدها بدوار شديد وإجهاد، كان يأتيني بمعدل مرتين كل يوم.

لم أراجع الطبيب النفسي بسبب رفض زوجي وأهلي لذلك، ذهبت إلى طبيب عام، قام بفحص فيتامين د، وكانت نسبته 8، فأعطاني (كورساً) من العلاج لهذا الفيتامين، وعلاج النوربيون، وتحسنت قليلاً، مع أنني كنت أشعر بخوف داخلي، وهذه الأيام عاودتني هذه الحالة، مع العلم أنني أعاني من الخوف من الموت ووسواس المرض، أريد علاجاً ينهي معاناتي مع هذه الحالة، وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الوليد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لنقص فيتامين (د) أرجو أن تقومي بتصحيحه من خلال تناول الدواء التعويضي، نقص فيتامين (د) لا أعتقد أنه يسبب المخاوف، لكن هنالك بعض الدراسات التي تشير أن تحسن مستوى هذا الفيتامين في الدم يحسن الصحة النفسية للإنسان بصفة عامة، وكذلك يساعد على تجديد الطاقات الجسدية.

حالة الخوف التي تعانين منها -أيتها الفاضلة الكريمة- هي نوع من قلق المخاوف الوسواسي البسيط، الذي يصيب الناس، وأعتقد أن العلاج الأمثل والأجود والأفضل هو التجاهل، التجاهل علاج، وعلاج مهم جدًّا إذا أجاده الإنسان، والشيء الذي نتجاهله يجب أن نستخفَّ به، يجب أن نحقره، ولا نعطيه اهتمامًا، هذا من الأمور المطلوبة.

وفي ذات الوقت، حاولي أن تعيشي حياة صحية، هذا يساعدك -أيتها الفاضلة الكريمة-، والحياة الصحية تتطلب النوم المبكر، تتطلب أن تكون النفس مطمئنة من خلال التقرب إلى الله -تعالى-، والتوازن الغذائي، وحسن إدارة الوقت، وأنت طبعًا لديك الكثير مما يمكن أن تقومي به، واجباتك الزوجية وواجباتك المنزلية، والتواصل مع الأهل، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يزيح عن تفكيرك المخاوف؛ لأن الفراغات الذهنية والوجدانية تكون قد مُلأت بما هو أجود وما هو أفضل وما هو أنفع.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا مانع أن تتناولي أحد الأدوية السليمة الجيدة، والتي يُعرف عنها أنها فعالة جدًّا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي، الدواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام)، دواء لا يسبب الإدمان، ليس له تأثيرات سلبية على الهرمونات النسوية، لكن لا يسمح باستعماله أثناء الحمل.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، كما أن مدة العلاج ليست طويلة، ابدئي بنصف حبة من الحبة التي تحتوي عشرة مليجرام – أي تناولي خمسة مليجرام – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً