الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد استئصال اللوزتين زاد عندي البلغم، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب, عمري 16سنة, كان لدي التهاب مزمن في اللوزتين, فعندما أجريت الفحوصات الطبية؛ تبين أنه يجب إجراء عملية لاستئصال اللوزتين, وذلك سنة 2010 بسبب ارتفاع نسبة الروماتيزم إلى 100/10, وبعد العملية أصبح لدي بلغم أخضر, لا يتوقف عن النزول من الأنف, وكثرة البصاق.

الآن وقبل خمسة أشهر أصبح لون البلغم أبيض, فمرضت كثيرا, وذهبت إلى الطبيب, وقال لي إن لديك التهابات في الأمعاء, فأعطاني العلاج, فأصبحت جيدا, إلا أن هذا البلغم المستمر, وكثرة البصق يجعلانني أشعر بجفاف الحنجرة عند أي مجهود.

كذلك لدي ألم متقطع في منطقة الصدر اليسرى, وأحيانا نغزات لكنها ليست في القلب, مع ارتفاع درجة الحرارة المستمرة, ووجود ضيق في التنفس (شهقة) مستمرة, وآلام متفرقة من جسمي, ووجود شيء كالكرات الصغيرة على جانبي الرقبة.

علما أنني ذهبت إلى عدة أطباء, لكنهم يقولون لي بأن لدي التهابا في البلعوم, والصدر والأمعاء, إلا أنهم يعطونني العلاج, لكن الأعراض ترجع لي بعد انتهاء الدواء.

أرجو المساعدة لأن حالتي النفسية تعبت, وبدأت أفكر بأمراض خطيرة, كالسل, والسرطان, والتفكير بالموت, والقبر, ولقد ضجرت من جميع الأطباء, وأكرر مرة ثانية أريد أن أتخلص من البلغم؛ لأنه يسبب لي الإحراج.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الجبار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالبلغم الأخضر الذي ينزل من الأنف ليس له علاقة بالتهاب اللوزتين, أو العملية التي أجريتها لاستئصال اللوزتين, وكذا ليس له علاقة بالتهاب الأمعاء, وإنما قد يكون له علاقة بالتهاب الجيوب الأنفية, أو إذا كنت من المدخنين, أو ممن يجالسون المدخنين, وهو ما يسمى بالتدخين السلبي, ولذا يجب وفورا تجنب التدخين بشقيه السلبي والإيجابي, وإذا كان هناك حساسية بالأنف, والتي ينتج عنها انسداد بالأنف, والتهاب بالجيوب الأنفية؛ فيجب علاجها.

أما عن علاج التهاب الجيوب الأنفية؛ فيبدأ بمعالجة سبب الانسداد, وهو حساسية الأنف, فيجب البعد عن مهيجات الحساسية، وأشهرها التراب, والدخان, والعطور, والبخور, والمناديل المعطرة, ومعطرات الجو, والمنظفات الصناعية, والمبيدات الحشرية, ووبر الصوف والغنم, وزغب الطيور, ورائحة الطلاء والوقود، وبعض المأكولات مثل: البيض, والسمك, والموز, والفراولة, والمانجو, والشيكولاتة, والحليب, وغيرها من المهيجات, والتي تتفاوت من شخص لآخر.

وكذلك بتناول مضادات الهيستامين مثل حبوب كلارا, أو كلاريتين حبة كل مساء, مع استخدام بخاخ فلوكسيناز مرة يوميا, أو رينوكورت, أو رينوكلينيل مرتين يوميا؛ للتغلب على أعراض حساسية الأنف.

ولعلاج التهاب الجيوب الأنفية, وخاصة مع تجمع إفرازات ملونة بالأنف؛ يجب استخدام غسول قلوي؛ لتنظيف الأنف, والتخلص من هذة الإفرازات عن طريق الاستنشاق, والاستنثار عدة مرات يوميا, وكذلك تناول مضاد حيوي قوي للوصول إلى داخل هذه التجاويف العظمية, مثل تافانيك حبة واحدة يوميا, أو سيبروسين, أو سيبروباى 500 مج, مرتين يوميا, ولمدة سبعة إلى عشرة أيام متواصلة؛ للقضاء على الالتهاب بصورة جيدة.

أما بخصوص النغزات وآلام الصدر, وضيق النفس؛ فيجب مراجعة اختصاص الأمراض الباطنية, وأما بخصوص التهاب الحلق فقد يكون ذلك سبب ارتفاع درجة الحرارة, ووجود تورم, أو آلام بالغدد الليمفاوية المتواجدة على جانبي الرقبة, ولكن ذلك الأمر يكون عارضاً, ولا يمكث كثيرا, وسرعان ما يختفي, فلا داعي للقلق أو الضجر.

وأما الموت والقبر فهي حقيقية ومؤكدة, ولذا يجب الاستعداد لها بالطاعات والأعمال الصالحة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً