الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الكثير من الأصدقاء بسبب الخوف الاجتماعي.. مدوا لي يد العون

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاحظت مؤخرًا عندما ازداد اختلاطي وتعاملي مع الناس، أني لا أجد ما أقوله لهم، وأكون صامتًا كثيرًا، ولا أجد شيئًا لأقوله، وعندما أكون مع أصدقائي لا أجد ما أتحدث به معهم، ولا أتفاعل معهم، وظن البعض أنني أتكبر عليهم، وأحاول تجنبهم، حتى أن هذا الموضوع قد أثر على دراستي، وعلى علاقاتي بأقربائي وأصدقائي، وفقدت الكثير من الأصدقاء بسبب هذا الأمر، وأصبحت أجلس في المنزل كثيرًا، وأصاب بالكسل.

مع العلم أن الكثير من الناس يحبونني كثيرًا، فهل من طريقة للتخلص من هذا الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا.
لا تستغرب أن ما وصفت من هذه الحالة هي حالة من الارتباك أو الخجل الاجتماعي، وبحيث تجد صعوبة في الحديث مع أصحابك، وبالتالي بدأت تجلس في البيت، وتنعزل عن أصدقائك، أو عن غيرها من المواقف الاجتماعية.

و"الرهاب الاجتماعي" حالة قد تبدأ فجأة، وإن لم يكن الشخص يعاني منها في الماضي، وأحيانا من دون مقدمات أو مؤشرات، حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة أمام الجمع من الناس، وفي بعض المناسبات كالحديث مع الغرباء، وقد يشعر الشخص باحمرار الوجه، وتسرع ضربات القلب، وجفاف الفم، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين، أو ثلاثة فقط، أو يتحدث مع المعلم على انفراد.

وفي معظم هذه الحالات ينمو الشخص ويتجاوز هذه المرحلة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه، فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.

وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاول ألا تتجنب الأماكن الخاصة التي تشعر فيها بهذا الارتباك كالحديث مع الأصحاب؛ لأن هذا التجنب يزيد الأعراض والارتباك ولا ينقصها، بل على العكس، والنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه الأماكن، ورويدًا رويدًا ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيّف مع هذه الظروف الاجتماعية.

وإذا استمرت الحالة أكثر ولم تستطع السيطرة عليها، فيمكنك مراجعة الطبيب النفسي -الذي يمكن بالإضافة للعلاج المعرفي السلوكي، والذي يقوم على ما سبق ذكره- يمكن أن يصف لك أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي.

والغالب أنك ستتمكن من تجاوز هذا بنفسك، ومن دون الحاجة للأخصائي النفسي، بالرغم من أن الأمر قد لا يكون سهلا في البداية إلا أنه سيسهل مع الوقت، وخلال وقت قصير سيغيّر الناس فكرتهم عنك.

وفقك الله وكتب لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً